25‏/2‏/2009

كاميرا التأمل !


انتابتني حالة من الوعي الأعلى ، من الاتصال المطلق بالكون و تفاصيل الحياة ، يوم نظرت إلى المدينة من بوابة الكاميرا .
يومها حاولنا و حاولنا أن نلتقط نبض الشارع بالصفر و الواحد ! حصل ما حصل . راحت الكاميرا تتحرك وحدها ، و كأنها امتلكت وعيًا و راحت من خلاله تتحقق
هي كلحظة الولادة . عندما يخرج الجنين إلى الوجود ليدرك نفسه. وعي مجرد من الأنا لأنه وعي جديد ، نظيف ، متحرر .
هي كلحظة التفلت في ممارسة التأمل . تنفصل الذات عن نفسها، تتحرر من كل الماضي ، من وهم المستقبل ، من الخطط و الأحكام . أي أن الذات المكتسبة تنطفئ في ومضة و لكنها لا تختفي ، لا تموت بل تدرك الوعي المطلق .
وعي حر . وعي يحتفل بالعالم و لا يقاوم أحداثه بل يفهمها بالفطرة . لا يحلل ، لا يفكر ، لا يستخدم الحواس ليفعل ، بل يفعل من غيرها . هي حرية مفعمة بالنشوة
النشوة . تلك التي نعرفها في الجنس تتحقق من غيره . من قارب الموت و لم يعبر يعرفها ، و يعرفها من تحرر بالتأمل من جسده
لطالما اعتقدت أن الوقوف خلف كاميرا يمكن أن يصل لحالة من التأمل ، بالفطرة كنت أعرف ذلك كاليقين . كنت فقط أنتظر حصوله فحصل
هو تأمل لأنه إن أردنا له النجاح في التقاط الجمال ، وجب الاتصال باللحظة نفسها من دون غيرها . بتلك اللحظة فقط.
بالآن فقط
بالمحبة !