4‏/7‏/2011

قريبًا : الحرب المحتملة !

   









يعرف عني الأصدقاء ميلي الهائل للتشاؤم كما يقولون ، بينما أعرّف أنا الأمر بالواقعية المبنيّة على قدرة الاتصال بالماضي ، و ماضينا اسمالله عليه كتير غني !
إن ماضينا الفاقع السواد و عقلي القادم من ظلمات جمهورية القرنبيط يقولان باحتمال اندلاع حرب ٍ ولا كل الحروب !
أقول احتمال لأنني لست ب "مايك فغالي"  أو  "شنيعة طلامس"  أو غيرهما من المتنبئين العزيزين على قلوب الخس و القرنبيط.
مع العلم بأن المدعوّة  طلامس  قد تنبأت مرات عدّة باغتيالات عدّة ، و لم يذكرها القرار الاتهامي أو يعد لعا أي عدّة.
طيب خلص ، بيكفي طق حنك . 

لماذا الحرب قادمة ؟ لأسبابٍ عدّة أسرد منها :

١- في الداخل الفلسطيني و في الجولان و على الحدود تكاد إسرآئيل تنهي استعداداتها مع المناورة الخامسة  ترقبًا لحرب على كل الجبهات . 
إن ّ ما أنفق على هذه المناورات يكاد يعادل إنفاق إسرائيل على كل حروبها السابقة في وقت يمر فيه حليفها الأول الممول لكل حروبها بضائقة لا يجد للخروج منها سبيلًا .
كل هذا الانفاق والاستعداد ليس مجرد هواية بل هو استعداد لمستقبل ما . و بالمناسبة ، المناورات السيئة الذكر مناورات هجومية بامتياز و لا يظنن أحد أن إسرائيل إنما تقوم بذلك تحصينًا لجبهتها الداخلية فقط. القرار المتخذ لدى وزارة الحرب الإسرائيلية يقوم على مبدأ استحالة التصدي لصواريخ الأعداء و السبب الرئيسي لذلك كون كلفة الصواريخ الدفاعية سترهق الخزينة و تترك القدرات الهجومية ضعيفة .   إسرائيل لا زالت تعتمد في عقيدتها القتالية على الهجوم . و الهجوم شمالًا سيكون.


٢-  فلنسأل أنفسنا عن سر ما يجري في سوريا . لست أعني هنا المظاهرات الاحتجاجية بل الحراك التخريبي المسلّح. 
إن كان الغرب و أتباعه في مجلس التعامل الخليجي الموسّع يرغبون فعلًا بإسقاط النظام السوري لما حركوا جماعاتهم الوهابية الغبية. لأن هذه الجماعات إنما تشوّش على الحراك الشعبي السلمي و تجرّده من أي هدف نبيل يحمله لتدخله في خانة التخريب . هذه الجماعات الوهابية المتخلفة إنما جعلت جزءًا كبيرًا من الشعب السوري يلتف حول قيادته لأنه رأى فيها خلاصًا ما من الفكر الظلامي . من موّل و سلّح و درّب الوهابيين إنما كان يقصد مقصدًا آخر. 

استفزاز الجيش السوري للتحرّك ! استفزاز هدفه الأول معلوماتي . استطلاع قدرات الجيش السوري من حيث الثبات و القيادة و الانتشار و التمركز و الاستجابة لأوامر القيادة و سبل انتقال الأوامر إلخ . كنز معلوماتي لجيش قلما خرج من ثكناته. بنك معلومات كبير عن القطع و المراكز و المخازن وما إلى هنالك. 
أوليس هذا استعداد لحرب وشيكة، أو محتملة على الأقل، لن تشمل لبنان فقط بل ستضم سوريا أيضًا و ربما إيران. 


٣-  دخول تركيا المفاجئ و السريع على خط الأزمة السورية إنما يشي بدور جديد لتركيا "العثمانية" .
بعد سقوط النظام المصري من الجيب الأميركي ترنح الدور "السني" السعودي المصري الموعود . هنا لاحت لتركيا فرصة العمر . ملء الفراغ الذي يزعج أميركا في مواجهة إيران. قرر الأتراك دخول اللعبة لأن الكعكة الموعودة بالغة الدسم. عقدت الصفقة و بدأ الانتقال . أميركا قررت الاعتماد على ما تسميه الاسلام المعتدل متمثلًا بالإخوان و برعاية تركية . الغباء السعودي القطري لم يدرك بعد عملية سحب البساط .










أقول أن تركيا اندفعت لملء الفراغ لأنها أدركت قرب المواجهة، قرب الحرب . لا بد من تقاسم الكعكة . هكذا أملت مصالحها عليها و هكذا انقادت خلف الأطماع العثمانية من جديد . لن تدخل تركيا الحرب و لكنها على الأقل تحضر شارعها لموقف الحياد . (السير على الحبل إنما يتضمن خطر السقوط).


٤-  أما في لبنان ... هاهاهاهاااااااااااا
كلكم تعرفون القرار الاتهامي الذي نشرته "دير شبيغل" منذ سنتين . 
هو قرار قديم إنما كان ينتظر اللحظة السياسية المناسبة لكي يصدر !
أربعة أسماء على علاقة بحزب الله (بعضهم في الحقيقة من أهم القيادات العسكرية المقاومة في الحزب) .
مصطفى بدر الدين مثلًا، مقاوم من طراز الشهيد مغنية! 

أما توقيت القرار فبرأيي مرتبط ارتباطًا مباشرًا بالتحضير للحرب الاسرائيلية القادمة. هذا القرار إنما سيسعى لتحضير أرضية لبنانية مشتعلة، تؤدي إلى تراجع شعبية المقاومة لبنانيًا و عالميًا تمهيدًا للانقضاض عليها و تصفية مشروعها و رموزها و للأبد (بالمنطق الاسرائيلي طبعًا). 
الخطوة التالية الآن موكلة لجماعة الحريري . الانقضاض على الحكومة ووضعها موضع اتهام يؤدي لعقوبات ما، تساهم في تراجع شعبية التيار المقاوم . 
عندما يحصل ذلك ، و قد حدد موعده السيد السنيورة نهار غد الثلثاء ، عندما يحصل ذلك إبدأوا العد العكسي لاندلاع الحرب . 

حرب يدّعي كل أطرافها أنها ستكون الأخيرة ! 
يمكن الأخيرة كون صنّاعها سيواجهون شرّ هزيمة، لأنني إن كنت أنا أعلم بها، فلا بد و أن المقاومة قد ملأت جعبتها بالمفاجئات الدسمة . 
بابا نويل مع عمامة ، هه هه !