كيف
يعني سياسة النأي بالنفس ؟
شو
يعني نأي ؟
بحسب
المعجم النأي أي البعد، و نأى ينأى أي
ابتعد .
لبنان
الرسمي إذًا اختار أن يبتعد عن الحدث
السوري ! نحن
نمارس اليوم الابتعاد عن سوريا !
ببساطة بلهاء .
طيب قل
لي بالله عليك يا قارئ الفناجين يا ضاربًا
بالرمل كيف تفسر عبارة النأي بالنفس في
سياسة بلدنا العظيم، لأني أنا قد حاولت
المستحيل و لم أفهم !
لم أفهم بعد كيف لميقاتي
أن يكتسب قدرات إلهية بين ليلة وضحاها أو
بين حكومة و أخرى (بفتح
الألف أو ضمّها لا فرق)
؟
هل
لرئيس الحكومة الجبار أن يغير الجغرافيا
بحيث ينأى بنفسه و يستريح ؟ هل يستلهم
موسى و يتصرف ببحره ، فيُدخِل الأبيض
المتوسط من الشوف ليلتف في الداخل البقاعي
مرورًا بالهرمل وصولًا إلى عكار فالبحر
؟ زلزال في الفالق الكبير قد يحقق له ذلك
ولكن انتظار الزلازل من انتظار غودو !
و انتظار غودو كانتظار
اليهود لمسيحهم و الشيعة لمهديهم و الدروز
لحدودهم، و هو تمامًا كانتظاري لإسهال
معوي يريحني من إمساكٍيَ المزمن !
إه والله !
خطة
جهنمية و لكنها مستحيلة يا ….
مسيو ميقاتي .
هكذا
وجد الرئيس نفسه مضطرًا للبحث في نأي من
نوع آخر .
إن
كنا لا نستطيع أن ندخل البحر إلى الفالق
الكبير، ولا نستطيع أن نقتلع لبنان و
نسقطه في قارة أخرى (أيضًا
بفتح الألف أو ضمّها لا فرق)،
فلننءَ بنفسنا عن حدودنا و نتركها حرة
مستقلة ! لا
جيش و لا قوى أمن ولا من يحزنون إلا بما
يكفي لحفظ ماء الوجه الأسود أصلًا .
هكذا
تحولت مناطق في الشمال اللبناني إلى رافد
أساسي للسلاح و المقاتلين و خاصة في معركة
حمص.
لو
قُدّر لمن خطط أن ينجح في التنفيد لتحولت
حمص إلى إمارة إسلامية اتصالها الأساس
بالداخل اللبناني ، وهو في هذه الحالة
داخل جغرافي استراتيجي للإسلاميين
السوريين .
من
يمنع عندها تفريخ إمارات مماثلة في شمال
لبنان ؟ هل يستطيع عقل ميقاتي أن يتخيل
قتامة الصورة ؟ لا أرى في ذلك إمكانية .
المضحك المبكي أن وزير
داخلية الميقاتي أعلن أن ليس في لبنان
تنظيم قاعدة ، و لكن البلد مجرد ممر لهذا
التنظيم ! العمى
وْلو ! ممر
؟
أنا
ممكن إتحمل جميع أنواع الإهانات و لكن من
يهين عقلي يستحق بالحد الأدنى شتيمة كبرى
: توووووووووووت
.
كيف
لمقاتلي القاعدة أن يمرّوا بلبنان في
طريقهم إلى سوريا من دون أن يكون لهم في
بلدنا مقر لوجستي مساعد يؤمن حاجاتهم ؟
كيف ؟ كيف يدخلون و أين يقيمون و كيف يخرجون
ومن يؤمن لهم السلاح و الذخيرة ؟ لعلّه
غودو مش هيك ؟
لأ
يا مسيو شربل تخينة هاي اسمحلي يعني !
على
كل حال، هل في هذه المعادلة يا جهابذة،
نأي بالنفس أم دخول في دوامة الخراب ؟
عوضًا عن ضبط الحدود بقسوة اختار الرئيس
فتحها على الموت، قرر استجرار الأزمة إلى
عقر الدار عوضًا عن مساعدة الجار .
سياسة حكيمة أم خطأ
استراتيجي ؟
بالنسبة
لي هو حتمًا خطأ استراتيجي و لكنه أيضًا
خطأ مقصود، لأن حسابات الميقاتي الانتخابية
أكثر أهمية من مصالح البلد الاستراتيجية
. هلق
بالآخر هوّي رجل أعمال مش هيك ؟ لربما
يقرر في المستقبل أن ينأى بنا عن طرابلس
مثلًا أو ربما شبعا و كفرشوبا من يدري ؟
لا
يا دولة الرئيس، أنت لا تستطيع أن تنأى
بلبنان عن سوريا فذلك ضرب من الخيال وجهل
للتاريخ وجغرافيته !
حتى رجل الأعمال يعرف ذلك
(بلكي
مش سعد الحريري يمكن بس المهم)
.
سياسة
النأي بالنفس هنا يا دولة الرئيس إنما هي
سياسة النعامة ، تلك التي تدفن رأسها
بالتراب لتختبئ من خطر ما فإذ بها تختفي
بين أنياب الذئاب ليبقى الرأس مدفونًا
في التراب إلى الأبد .
أسألك
"دولة
النعامة"،
هل سمعت يومًا بالواو الكافرة ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق