قلت بأني سأراقب تركيا ... فعين على سوريا و عين عليها .
27/4/2011
لهذا أختار الأسد (تابع)، عين على سوريا و عين على تركيا
قلت بأني سأراقب تركيا ... فعين على سوريا و عين عليها .
22/4/2011
لهذا أختار الأسد
قرأت هذا الخبر مرات عدة ، إذ أوقفت تركيا عدة طائرات شحن إيرانية. كان يمكن لذلك أن يتم بعيدًا عن عيون الإعلام و لكن السلطات التركية المعنية دأبت على التصريح عنه ! إنتظرت ردًا سوريًا أو إيرانيًا لم يأت .
ما هي هذه الرسالة التركية الموجهة من تركيا "الجديدة" إلى سوريا و إيران ... و بالطبع إسرائيل ؟ لماذا توقف تركيا شحنات أسلحة محتملة إلى المقاومة في ظل عدائها المستجد لإسرائيل ؟ اللهم إلا إذا كان هذا العداء مجرد تمويه!
لم يجد عقلي أي إجابة قاطعة مقنعة و لكنه قرر وضع تركيا موضع شك ... و مضت الأيام ...
اشتعلت ثورات و سقطت أنظمة و عاندت أخرى ثم اشتعل الوضع في سوريا ...
بدا لي من المنطقي أن تنتقل كرة النار لتدحرج كل الديكتاتوريات العربية عاجلًا أم آجلًا ... استبشرت خيرًا بالطبع ، فسوريا هي الجوهر ...
و لكن تفاؤلي استحال قلقًٍا شديدًا و بسرعة ! كيف ؟ لماذا ؟
لأن القرضاوي اللعين نطق بعين الفتنة ... دعا الأخ العظيم الطائفة السنية في سوريا للثورة على النظام العلوي و من على شاشة الجزيرة . و من يفقه في المنطق شيئًا يعلم أن القرضاوي لا ينطق بما لا ترتضيه الأسرة الحاكمة في قطر .
في اللحظة الملتهبة نفسها ظهر مرشد الإخوان المسلمين السوريين في تركيا ليهاجم النظام السوري ... أف ... استنفر ذلك كل أجهزتي العصبية ... ما الذي يجري ... الخلجان و الأتراك يسلكون الدرب نفسه ؟
رحت أراقب أبواق الخليج لأيام : العربية و الجزيرة تزوران الأمور بشكل فاضح ! (لا داعي لأذكر كيف تجاهلت هذه الأبواق مجازر البحرين) ...
كل شيء بات يشير إلى ترتيبات ما إقليمية و بلا شك أميركية تهدف لزعزعة استقرار سوريا بغية ابتزاز ما !
في الوقت نفسه ظهرت جماعات سلفية مسلحة عاثت في الأرض فسادًا ... ( و أسقطت إمكانية قيام ثورة راشدة في سوريا).
ثم راحت تقارير ضبط كميات من الأسلحة على طول الحدود اللبنانية و العراقية تتوالى... هنالك من يدعم الداخل من الخارج .
و من يفقه في المنطق شيئًا يعلم تمام العلم أن المجموعات التي تحركت في لبنان إنما تتحرك بخيوط سعودية !
لم أعد أحتاج شيئًا لأدرك حقيقة ما يجري ، و لكن قطبة مخفية ما كانت تنقص هذا القميص ...
و هكذا سمعت ما سمعت اليوم نتيجة تواجدي بحكم الصدفة في مكان يعج بالمعلومات الآتية من دمشق :
منذ أكثر من شهر حضر إلى دمشق وفد سري خليجي تركي برئاسة المبجل جاسم بن حمد و ما أدراك ما جاسم .
حمل الوفد السري مطالبًا ثلالث طرحها على الأسد :
أولًا : إعتراف رسمي من الأسد بالتخلي عن كيليكيا و اسكندرون نهائيًا !
تعجب الرئيس الأسد لهذا الطلب ، فالموضوع بالنسبة لسوريا أمر واقع يفرض نفسه و لا داعي لفتح هذه الجراح ... أوضح الأسد استحالة تلبية هذا الطلب ..
ثانيًا : إنهاء الوضع القائم في الجولان و لو لمصلحة إسرائيل ... أجاب الأسد بسرد تاريخي مفصل لواقع المفاوضات حول الجولان المحتل و طبعًا رفض الأمر من أساسه .
ثالثًا : فك التحالف مع إيران ووقف مد المقاومة في لبنان بالسلاح ! تعرفون الجواب .
هذه أمور كلها قديمة و موقف سوريا منها معروف ... المستجد المستغرب هو موضوع اسكندرون و كيليكيا ... ربما لا زالت تركيا هي نفسها !
على أي حال و لمن يحتاج دليلًا على إدارة أميركا لهذه المسألة فليسأل الدكتور فيلتمان عن غرفة العمليات التي أنشئت في مدينة هامبورغ و على رأسها أربعة أشخاص سوريون و لبنانيون ( نتحفظ على الأسماء) !
هكذا أجد نفسي اليوم أتضامن مع ذاتي إذ أقف إلى جانب الأسد ... فسوريا دومًا هي الجوهر و منها طريق فلسطين .
أقف إلى جانب الأسد لأن الإصلاح من غيره يعني الفوضى و الاقتتال و الله ينجينا من عبد الوهاب و تلاميذه !
سؤالي اليوم ، ماذا تفعل تركيا ؟ ماذا تريد ؟
أميل إلى الاعتقاد أن تركيا قررت أن دخول الاتحاد الأوروبي يتم عبر دور لها تلعبه في الشرق العربي و القضية الفلسطينية.
لذلك سعت تركيا إلى توتير العلاقة مع إسرائيل بشكل مدروس و قيد السيطرة علها بذلك تكسب ثقة الشعوب العربية حتى تأتي اللحظة المناسبة لابتزاز الأنظمة . طبعًا لتركيا علاقات اقتصادية ضخمة مع سوريا و لذلك فهي ستبقي الابتزاز ضمن المعقول و لن تضر بعلاقاتها مع دمشق بشكل كبير ، و لكنها ستضغط حيث يكون الضغط مثمرًا ... الخارجية التركية اعتذرت عن تصريحات مرشد الإخوان و سعت للحد من الخسائر إذ يبدو أن الرد السوري كان قاسيًا !
بالنسبة لي اليوم ، إن أردت أن أراقب سوريا راقبت تركيا ...
و النصر دومًا للعقل المتفلت من ... الإعلام . إحذروا التقليد !