27‏/4‏/2012

دولة النعامة !




كيف يعني سياسة النأي بالنفس ؟
شو يعني نأي ؟
بحسب المعجم النأي أي البعد، و نأى ينأى أي ابتعد .

لبنان الرسمي إذًا اختار أن يبتعد عن الحدث السوري ! نحن نمارس اليوم الابتعاد عن سوريا ! ببساطة بلهاء .
طيب قل لي بالله عليك يا قارئ الفناجين يا ضاربًا بالرمل كيف تفسر عبارة النأي بالنفس في سياسة بلدنا العظيم، لأني أنا قد حاولت المستحيل و لم أفهم ! لم أفهم بعد كيف لميقاتي أن يكتسب قدرات إلهية بين ليلة وضحاها أو بين حكومة و أخرى (بفتح الألف أو ضمّها لا فرق) ؟

هل لرئيس الحكومة الجبار أن يغير الجغرافيا بحيث ينأى بنفسه و يستريح ؟ هل يستلهم موسى و يتصرف ببحره ، فيُدخِل الأبيض المتوسط من الشوف ليلتف في الداخل البقاعي مرورًا بالهرمل وصولًا إلى عكار فالبحر ؟ زلزال في الفالق الكبير قد يحقق له ذلك ولكن انتظار الزلازل من انتظار غودو ! و انتظار غودو كانتظار اليهود لمسيحهم و الشيعة لمهديهم و الدروز لحدودهم، و هو تمامًا كانتظاري لإسهال معوي يريحني من إمساكٍيَ المزمن ! إه والله !
خطة جهنمية و لكنها مستحيلة يا …. مسيو ميقاتي .

هكذا وجد الرئيس نفسه مضطرًا للبحث في نأي من نوع آخر .
إن كنا لا نستطيع أن ندخل البحر إلى الفالق الكبير، ولا نستطيع أن نقتلع لبنان و نسقطه في قارة أخرى (أيضًا بفتح الألف أو ضمّها لا فرق)، فلننءَ بنفسنا عن حدودنا و نتركها حرة مستقلة ! لا جيش و لا قوى أمن ولا من يحزنون إلا بما يكفي لحفظ ماء الوجه الأسود أصلًا .
هكذا تحولت مناطق في الشمال اللبناني إلى رافد أساسي للسلاح و المقاتلين و خاصة في معركة حمص.
لو قُدّر لمن خطط أن ينجح في التنفيد لتحولت حمص إلى إمارة إسلامية اتصالها الأساس بالداخل اللبناني ، وهو في هذه الحالة داخل جغرافي استراتيجي للإسلاميين السوريين .
من يمنع عندها تفريخ إمارات مماثلة في شمال لبنان ؟ هل يستطيع عقل ميقاتي أن يتخيل قتامة الصورة ؟ لا أرى في ذلك إمكانية . المضحك المبكي أن وزير داخلية الميقاتي أعلن أن ليس في لبنان تنظيم قاعدة ، و لكن البلد مجرد ممر لهذا التنظيم ! العمى وْلو ! ممر ؟
أنا ممكن إتحمل جميع أنواع الإهانات و لكن من يهين عقلي يستحق بالحد الأدنى شتيمة كبرى : توووووووووووت .
كيف لمقاتلي القاعدة أن يمرّوا بلبنان في طريقهم إلى سوريا من دون أن يكون لهم في بلدنا مقر لوجستي مساعد يؤمن حاجاتهم ؟ كيف ؟ كيف يدخلون و أين يقيمون و كيف يخرجون ومن يؤمن لهم السلاح و الذخيرة ؟ لعلّه غودو مش هيك ؟
لأ يا مسيو شربل تخينة هاي اسمحلي يعني !

على كل حال، هل في هذه المعادلة يا جهابذة، نأي بالنفس أم دخول في دوامة الخراب ؟ عوضًا عن ضبط الحدود بقسوة اختار الرئيس فتحها على الموت، قرر استجرار الأزمة إلى عقر الدار عوضًا عن مساعدة الجار . سياسة حكيمة أم خطأ استراتيجي ؟
بالنسبة لي هو حتمًا خطأ استراتيجي و لكنه أيضًا خطأ مقصود، لأن حسابات الميقاتي الانتخابية أكثر أهمية من مصالح البلد الاستراتيجية . هلق بالآخر هوّي رجل أعمال مش هيك ؟ لربما يقرر في المستقبل أن ينأى بنا عن طرابلس مثلًا أو ربما شبعا و كفرشوبا من يدري ؟

لا يا دولة الرئيس، أنت لا تستطيع أن تنأى بلبنان عن سوريا فذلك ضرب من الخيال وجهل للتاريخ وجغرافيته ! حتى رجل الأعمال يعرف ذلك (بلكي مش سعد الحريري يمكن بس المهم) .
سياسة النأي بالنفس هنا يا دولة الرئيس إنما هي سياسة النعامة ، تلك التي تدفن رأسها بالتراب لتختبئ من خطر ما فإذ بها تختفي بين أنياب الذئاب ليبقى الرأس مدفونًا في التراب إلى الأبد .

أسألك "دولة النعامة"، هل سمعت يومًا بالواو الكافرة ؟




13‏/4‏/2012

طز بريئة !



همممممم. إه والله ! الله يعطيهن العافية بالكويت ! أم التشريع ومدارس القانون !
أثار انتباه عيني اليوم خبر صغير نُشر في صحيفة لبنانية .
يقول الخبر : "وافق البرلمان الكويتي اليوم على قانون يُنزل عقوبة الإعدام بكل من تُسوّل له نفسه التطاول على الذات الآلهية المتمثلة بالرسول وآله وزوجاته " . 
قلت ، حسبي الله نِعْم الوكيل ! طبعًا ، ليش بهيك حالة ، مين ممكن يكون الوكيل يعني ؟! 

لكن الخبر لم يقف هنا إذ أكمل : "احتج نواب الأقلية الشيعية على القانون" .
قلت : والله يا عمّي هالنواب شو تقدميين ؟! برافو ! 
تابعت القرائة : "وقد احتج النواب الشيعة طالبين إضافة الأئمة ال ١٢ إلى اللائحة التي يعاقب التطاول على أعضائها بالإعدام لكن الأغلبية رفضت ذلك" . 
قلت : هاع ، يجب ألا أتسرع في إطلاق الأحكام ! إخوانّا النواب الشيعة طلعو مش تقدميين ! طلعو من نفس الطينة اللي ضاربها هبل ديني . فالقتل باسم الله عادة متفشية عبر الكون، وما من قانون يعاقب عليها. 

طيب. ما دامت القصة هيك ، فإني أفكر بتعليق مشنقتي الخاصة إذ أنني سأشتم اللائحة الإلهية من أعلاها لأخمصها لأني لا أعتقد بأن شتم الذات الإلهية قد يهينها، وإن أهانها فهي حتمًا غير إلهية. في الحالتين الشتم مباح . فطز !

 حاكموني !