11‏/4‏/2009

حسني لن ينام !

حسني من جديد في مأزق .
كيف يتصرف ، ماذا يقول لشعبه ؟
قبضنا على شبكة من المناضلين تدخل السلاح إلى أهلنا المحاصرين حتى الموت في فلسطين ؟
قبضنا على أحرار لم يخافونا و وضعوا حياتهم على الأكف و وقفوا لنصرة الأهل المذبوحين في غزة ؟
قبضنا على مقاومين شرفاء ؟
هو لا يملك أن يعترف بذلك ، فصور المظاهرات بالأمس القريب لا تزال تقض مضجعه ، يوم حاصر أهله و لا يزال .
طبيبه الشخصي استنفذ كل ما بحوزته من مهدئات و منشطات و مقاومات للخوف، فنصحه بضرورة الكذب ، و لحسني في الكذب باع طويل ، منذ إعدام السيد السادات حتى اللحظة .
هرع من غير تردد إلى هاتفه الأحمر الكبير وصاح في مدعيه العام : خلصني من أرقي و افعل ما علمتك و ما اعتدت عليه ، إكذب حتى تصدق نفسك و يصدقك الشعب ، أنا مش ناقص .
و المدعي العام منصب لا يعطى في مصر إلا لمن يستحقه ، لمن يجيد الإدعاء دون رفة جفن ، فصدر البيان :
"قبض الأمن المصري على شبكة تابعة لحزب الله تخطط لتنفيذ عمليات تفجير في مصر لضرب الاقتصاد المصري " .
( و كأن لمصر اقتصاد أصلًا ).
عاود المدعي الاتصال بحسني : كلو تمام أصدرت البيان المناسب و اتصلت بالسفير الاسرائيلي و بنظيره الأمريكي ، لا تقلق يا ريّس و نم قرير العين .

نام حسني علي حرير تلك الليلة . و لكن ليس لوقت طويل . صاح الهاتف الأحمر فأيقظه و سوزان و جمال المستلقي بينهما !
أبو الغيظ (نعم بالظه) صائحًا : حسن نصرالله يوجه كلامه إلينا الليلة يا ريس ، ماذا نفعل ؟
تململ حسني و تململ و تلعثم و كاد أن يتقيّأ ، سوزان ، صاح مرتجفًا ، أعطني البرشام ، فين الليكزوتانيل بتاعي ؟
تناول حبتين و تنفس بعمق : لست أدري ما عليك أن تفعل ، تصرف ! أنشر البلاطجة في الشوارع بسرعة ، خلي وزير الداخلية يتصرف ، و إحجز لي فورًا على شرم الشيخ ، أعصابي تلفانة .

قال السيد الشريف تلك الليلة :
«نحن نحكي الأمور بوضوح وبمسؤولية، والذي نقوم به لا نستحي به ولا لحظة، لذلك أقول، أولاً إن الأخ سامي هو عضو في حزب الله ونحن لسنا ناكرين هذا الموضوع ولا مستحين فيه. ثانياً، إن ما كان يقوم به على الحدود المصرية الفلسطينية هو عمل لوجستي لمساعدة الإخوة الفلسطينيين في نقل عتاد وأفراد لمصلحة المقاومة في داخل فلسطين. وهذه هي المسألة الصحيحة الوحيدة التي لم ترد في الاتهامات، مع العلم بأنني قرأت الوقائع».
 «اللافت أنه عندما وقع الاعتقال قالت وسائل الإعلام المصرية إنه تم اعتقال مواطن لبناني وآخرين بتهمة نقل عتاد إلى قطاع غزة، لكن المدعي العام في كل بيانه لم يقارب هذا الموضوع نهائياً، مع العلم بأنه هذا هو الموضوع فقط ولا شيء آخر على الإطلاق».
"إذا كانت مساعدة الفلسطينيين جريمة فأنا اليوم بشكل رسمي أعترف بهذه الجريمة، وإذا كان ذنباً، فهذا ذنب نتقرب به إلى الله ولا نستغفر منه، وإذا كان هذا الأمر تهمة، فنحن نعتز ونفتخر بهذه التهمة والكل يعرف أنها ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها إخوة من حزب الله وهم يحاولون إيصال السلاح إلى الفلسطينيين في فلسطين المحتلة».
«إذاً، الذي يجب أن توجه إليه الإدانة هو النظام المصري لا سامي ورفاق سامي، لأنّ هذا النظام ما زال يحاصر قطاع غزة رغم حاجة قطاع غزة»،


بعد لحظات من كلام السيد نصرالله ، اختفى الليكزوتانيل من صيدليات القاهرة و شوهدت شاحنات ضخمة تدخل القصر الرئاسي ليلًا .
نعم ، مواجهة النفس لكذبها أمر صعب .
تحيا مصر ! ! ! !