ARAMYGDALA
... لعنة الصحراء في العقل العربي
27/4/2012
دولة النعامة !
13/4/2012
طز بريئة !
9/12/2011
أنا والسيد حسن والجلجلة
في العصر الحديث تناقلت راية المقاومة تنظيمات عدة وصولًا إلى حزب الله . لا يهمني اليوم من يرفع الراية و أي عقيدة تديرها ، ما أعرفه أن هذه المقاومة بنت هذه الثقافة ... و بالتالي أنا ابنها و لست آبه إن كانت قومية أو شيوعية أو إسلامية ، هي بالنسبة لي ، من صنع شعبي ، و مخزوني الثقافي المادي الروحي ، قل المدرحي، هو الذي يستدعيني إليها . مع العلم بأنني لست مسلمًا على الأقل وفقًا للمفهوم السائد .
لهذا لا أستطيع أن أنظر إلى السيد حسن كرجل دين وحسب ، فهو أيضًا ، مثلي ، إبن هذا التراكم الهائل في التجربة . الدفاع عنه دفاع عن هويتي الثقافية. على الأقل هذا ما أتصرف على أساسه أنا "العلماني" حتى النخاع الشوكي .
يعني بالمختصر ، لا يمكن إزالتي (أو إزالة السيد) لا بالنقد أو التشويه أو الكذب الالكتروني ، لا يمكن حتى إزالتي بالقتل ، فنحن، أنا والسيد ، فكرة حية لا تموت . وفي متلنا ملايين و لكلٍ منهم درب جلجلة مختار .
22/9/2011
نيوتن السوري !
4/9/2011
فتنة ألشين أبو أصبع
3/9/2011
Paranoia !
من منّا لم يتابع مجريات الأيام الأخيرة في ليبيا ؟
كان الغموض يسود كل شيء و فشلت الفضائيات العربية في نقل أي شي ء مؤكد و زرعت في شاشاتها بعضًا من عواطف مهترئة و كثيرًا من كذب !
رغم الفوضى في المعلومات فهنالك بضعة مؤشرات مقلقة ، منها :
١- في معركة طرابلس بذل الثوار دمًا كثيرًا و استطاعوا منذ الهجوم الأول ، الوصول إلى باب العزيزية . و فجأة توقف الهجوم ! قالت القيادة العسكرية أنها أوقفت الهجوم لكي لا يسقط للثوار ضحايا في القصف المرتقب من الناتو على مقر القذافي ! ثم مضى يوم كامل و أكثر و لم يحصل فيه أي قصف .بعدها دخل الثوار باب العزيزية و لم يجدوا أحدًا، لا سيف و لا قذافي و لا من يحزنون ! لقد تبخر القائد !
من أوقف الهجوم و هل كان القذافي في الداخل و لأي غرض جرى تهريبه ؟
٢- أذاعت الفضائيات خبر احتجاز أحد أبناء القذافي في بيته مع أسرته . لا بل إن محمد القذافي اتصل شخصيًا بقناة العربية ليؤكد خبر احتجازه الذي كان قد أكده أيضًا رئيس المجلس الانتقالي . و فجأة اختفى محمد . فقد الاتصال به و لم يعلّق أحد على الموضوع . يعتقد كثيرون أن محمد القذافي قد دخل الجزائر ، أي أنه انتقل من طرابلس إلى الجزائر متخطيًا الصحراء و رقابة الناتو الجوية و كل نقاط تفتيش الثوار دون أن يلحظه أحد ! رائع والله !
السؤال الذي يطرح نفسه : من أمّن لمحمد هذا الانتقال (السلس) و لأي هدف ؟
٣ – أما بالنسبة لسيف الإسلام القذافي فقد رافقت الإثارة كل خطواته .
أعلن خبر الاعتقال و أكده القاصي و الداني بما فيهم رئيس المجلس الانتقالي . و ظل الخبر يلعلع على الشاشات حتى ظهر سيف فجأة في شوارع طرابلس و قام بزيارة فندق يملكه قبل أن يتوارى .
هل اعتقل سيف قبل أن يتم إنقاذه أو الإفراج عنه لغرض في نفس يعقوب ؟ أو ربما نفس الناتو ؟
هنالك فعلًا ما يثير أقصى درجات العجب ! العمى !
٤ – تناقلت وسائل الإعلام على مدى اليومين الماضيين ، خبرًا يفيد أن قيادة الثورة وعدت فرنسا ب ٣٥ بالمئة من حقوق النفط الليبي مقابل حصول الثورة على دعم عسكري . أحضرت فرنسا حلف الناتو بأكمله لدعم الثورة !
غير مستبعد أبدًا و لكن ما يهمنا الآن هو المستقبل . إن كانت قيادات الثورة تشتري و تبيع فهنالك الكثير من الامتيازات التي يمكن الحصول عليها في ليبيا .
هنالك ترابط ما بين النقاط الأربع آنفة الذكر .
كعادته و لحماية مصالحه سيحاول الغرب ابتزاز الثورة لكي يحصل على ما يريد من نفط و مواد أولية و استثمارات تزعج الصين في أفريقيا ! لكي يحصل ذلك لا بد من تمديد مهمة الناتو و ربما تعديلها . يجب إذًا تفادي استقرار الوضع حاليًا ووحدها فلول القذافي التي تقاوم قد تضمن ذلك . لماذا نعتقل القذافي إن كنا لا زلنا نحتاجه ؟
لن ينسحب الناتو و قد يحمي القذافي سرًا تمامًا كما فعل في طرابلس . المدهش أن التاريخ الحديث مليء بأمثلة كهذه و لكننا لا زلنا نمنح الغرب ثقتنا و نملكه قوتنا بأبخس الأثمان .
أمَلي ألا تذهب دماء الليبيين هدرًا ، و لكني شخصيًا لا أثق بقيادتهم و لا بداعميهم ، و قد أستيقظ ذات يوم لأجد أنني لم أعد أثق بنفسي !
ضربِت ال paranoia !
31/8/2011
ستّ قواعد لسياسة الإكتئاب
يلاحظ علم العلاج النفسي أن حالات الاكتئاب تنتج بمعظمها عما يسميه بتشوهات في التفكير الإدراكي … عددها ١٠.
العلاج يكمن إذًا في تشخيص هذه التشوهات متى حصلت و استبدالها بأنماط تفكير مختلفة و إيجابية .
أنا شخصيًا اكتشفت أن من المسلىّي تطبيق هذه " الخطوات الإصلاحية " على النفس . ثم اكتشفت لاحقًا أن الأكثر تسلية يكمن في تطبيقها على أحبائي من جماعة ال ١٤ !
هاكم النقاط المسلية و تطبيقها :
١ – كل شيء أو لا شيء : "يرى المريض الأمور بالأبيض و الأسود فقط و إذا ما تخلف عن شيء انهار منهزمًا “.
ذكرني ذلك بمغادرة سعد البلاد منهارًا بعد خسارته للحكومة و اعتقاده بأن شخصه العظيم هو المستهدف.
٢ – التعميم : “يرى المريض في حدث سلبي فردي واحد، حلقة مغلقة من الهزائم . و هلى هذا الأساس يتصرف" .
همممم …. أووووه …. هينة …. إغتيال الحريري الكبير ! تأسيس تيار شعبي يعيش على الاغتيال و يقتات منه و يفكر عبره. لقد استخمدت هذه النقطة ببراعة بهدف تسطيح فكر الجمهور … هيدا إذا ما كان مسطح أصلًا !
٣ – المصفاة السلبية للفكر : “ يختار المريض تفصيلًا سلبيًا واحدًا و يغرق به حتى أذنيه حتى يتحول الكون كله إلى ظلام قاتم " .
إه … إغتيال الحريري الكبير مرة أخرى ! إما أن نعاقب القاتل و إما الجحيم لنا و لكم ! رائع.
٤ – تجاهل الإيجابيات : “ وهذا نوع آخر من المصافي الفكرية حيث يقوم المريض بتجاهل الإيجابيات و يتمسك بالتفصيل السلبي حتى لو كانت التجارب اليومية تثبت عكسه " .
شو بدنا نعد لنعدّ ؟! عودة إلى الاغتيال ! و انطلاق منه إلى جبهة البريستول ! برأيي الأعمق مرضًا هنا هو الاستاذ خالد الضاهر ألا طهّر الله … قلبه ! كل الدلائل التي تشير إلى وحدة حال السنة و الشيعة يتم تجاهلها و استحضار بعض الحوادث سخيفة كانت أم ضخمة .
٥ – القفز إلى الاستنتاج السلبي : “يفسر المريض الحدث بشكل سلبي رغم مخالفة ذلك للواقع المعيوش" .
“ و في هذا القفز نوعان : و احد يقوم على قراءة أفكار الغير و إصدار الاستنتاجات بناءًا عليه ، و آخر يُعرف بخطأ البصارة ، حيث يقوم المريض بتوقع السوء و يقتنع بأن هذا السوء قد حصل فعلاً " .
إه يا لطيف … "شنيعة طلامس" أو سمير جعجع بعد خطابات السيد حسن !
٦ – التفكير العاطفي : “ يعتقد المريض أن عواطفه السلبية تنطبق حتمًا على واقع الأمور . إن كنت أشعر بذلك فهو حتمًا حقيقة " .
يعني إن كانت شنيعة طلامس تخاف من سلاح المقاومة فالسلاح حتمًا مخيف و الصواريخ تنصب في لاسا لقصف معراب في هذه اللحظة . و إن كان سعد لا يخاف السلاح السلفي فالسلاح السلفي آمن في الحقيقة و سواطير طرابلس مجرد وهم .
و إن كان الضاهر يحب السواطير تصبح حلبا المجزرة مبررة و حلال. ما هوي عندو زبيبة تصله بربه دون وسيط !
يعني شو بدك تحكي لتحكي ؟!
هكذاو أنا أضحك على نفسي و على سخرية الواقع، وجدت أن جماعة ال ١٤ ،حققت ستة من عشرة من لائحة تشوهات التفكير الإدراكي .
أذكر أن مثلًا أو قولًا طالعني في تلك اللحظة و أعجبني شرّ إعجاب :
آخر الدواء الكيّ ! و لكن ، ما أوّله ؟
27/8/2011
قطار الربيع
بعض الركاب يسقط مرغمًا فيُقتل.
بعضهم يختار القفز من على متنه، فينجو أو يموت .
أما البعض فيختار البقاء في القطار حتى انهياره فيُقتل معه !
بعضٌ من الذين اختاروا القفز و نجوا، يختار العودة أدراجه، و البعض الآخر يمضي قدمًا سيراً على الأقدام، فقط ليكتشف
أن قطارًا آخر ينتظره عند نقطة الوصول .
لم تنته الرحلة إذًا !
بعض الواصلين يختار إنهاء المشوار و البعض الآخر يمتطي القطار الجديد بما تبقى له من حماسة خائبة.
و ينطلق الركب .
لحظات و يكتشف الركاب أن القطار إنما يسير بلا قائد .
البعض يقفز فينجو أو يموت و البعض يختار البقاء في قطار يلاحق بلا هوادة.... آخر خيوط الغروب .
شوهد القطار عند الأفق يدخل في الشمس و يحترق … لم يكن على متنه أحد !
9/8/2011
أكلة لحوم البشر !
هنالك من دعا للتبرع ببضعة دولارات و هنالك من دعا للضغط على الدول للتدخل و هنالك من اكتفى بالدعم المعنوي (يا ريتو بيتاكل ، تمامًا متل القرنبيط) …
إن معظم المتضامنين الذين يسمون أنفسهم بالناشطين المدنيين إنما يثيرون فيّ القرف و الاشمئزاز !
هاكم اتهامي المباشر لهم، و بلا أي مواربة أو نية للاحترام، إما بالكذب أو الجهل أو التغابي … و الحالات الثلاث تتساوى في النتيجة : القتل ! نعم القتل ، و لكن عن غير عمد و عقوبته عادة ما تكون السجن لفترات طويلة !
كيف ذلك و لماذا هذا العنف الكلامي ؟
أن بعض الاطلاع البسيط جدًا على أوضاع العالم ، عبر الوسائل المتاحة ، و لا أعني هنا الميديا المدارة أميركيًا ، بعض الاطلاع يوضح أن أسباب المجاعة في أفريقيا إنما تكمن في النقص الحاد في الحبوب اللازمة لإطعام الملايين !
في السنوات الماضية راح إنتاج الحبوب في العالم يستخدم في ازدياد مضطرد لإطعام … الدواب ! لإنتاج اللحوم على نطاق صناعي !
لقد تم القضاء على مساحات شاسعة من الأمازون لتغطية الطلب على الحبوب ! و قطع الأشجار مستمر في كل لحظة . الأرض المعرّاة تستخدم لزراعة الحبوب على أنواعها و الصويا بالأخص ! إسمعو التالي :
٨٥ بالمئة من هذا الانتاج يذهب لصناعة إنتاج اللحوم ، الحمراء و البيضاء !
كل كلغ من اللحم الأحمر يستهلك لإنتاجه ١٣ ألف ليتر من الماء العذب !
قطع غابات الأمازون يؤدي بشكل مباشر لذوبان الجليد القطبي اللذي سيختفي مع العام ٢٠٣٠
و المذهل أن الأمازون راحت تنتج ثاني أوكسيد الكربون عوضًا عن امتصاصه !
كل هذا من النتائج المباشرة لصناعة إنتاج اللحوم على نطاق صناعي …
نعم … سبب المجاعة في كل مكان على هذا الكوكب البائس هو السياسات الانتاجية المتوحشة .
قرأت بحثًا مطولًا يوضح أن توفير الحبوب للجياع إنما يتطلب أن يتخلى ٢٠ بالمئة من سكان الأرض عن وجبتي إلى ثلاث وجبات لحم أسبوعيًا … خفض الاستهلاك فقط لا إيقافه !
٢٠ بالمئة هم الذين يستطيعون دفع كلفة اللحم ... فقط ٢٠ بالمئة !
لذا، إن كنتم لا تأبهون فعلًا بالأجيال الآتية بعدكم فلا بأس … كلّ يختار ما يريد .
و إن كنتم لا تأبهون حقًا بالآخرين من البشر الأقل حظًا فلا بأس أيضًا … و لكن لا تدّعوا أن قلوبكم تتألم لما يحصل لجياع أفريقيا فيما تجلسون لتتناولوا وجبة شهية من اللحم .
إن كنتم تجهلون ، فأنتم الآن تعلمون، أنكم إنما تأكلون من لحم الأفارقة ، أو قل عظامهم العارية من أي لحم !
4/7/2011
قريبًا : الحرب المحتملة !
28/6/2011
حمْلة دعم لا تدعم !
25/6/2011
بيضة القباني !
أنا اليوم سأسمح لنفسي بالادعاء بأنني أفقه في الدين و الله أكثر مما يستطيع عقل القباني وكل قبابينه جمعه .
29/5/2011
الديكتاتور الخفيّ !
إن كنتم تعتقدون بحياة وردية بعد سقوط الديكتاتور، أقول فكروا مجددًا . ماذا عن الديكتاتور القابع في عقولنا . في تفكيرنا ؟
كيف نتخطى قرونًا من التربية على الخوف و العنف ؟ (مش رح نسأل الأتراك أكيد).
قال غاندي الرائع : "كن التغيير الذي تريده في العالم" .
و قال القرآن : "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" .
good Luck
28/5/2011
فرخ المعلومات عوّام !
فراخ المعلومات أمام وزارة الاتصالات |
24/5/2011
أزمة القيم في الحدث السوري.
مع بداية الاحداث في سوريا وبعد بضعة أيام من المراقبة قررت متأثرًا بعوامل عدة التضامن مع الأسد (مراجعة التدوين السابق) .
22/5/2011
من تونس للأخ فارس سعيد !
27/4/2011
لهذا أختار الأسد (تابع)، عين على سوريا و عين على تركيا
قلت بأني سأراقب تركيا ... فعين على سوريا و عين عليها .
22/4/2011
لهذا أختار الأسد
قرأت هذا الخبر مرات عدة ، إذ أوقفت تركيا عدة طائرات شحن إيرانية. كان يمكن لذلك أن يتم بعيدًا عن عيون الإعلام و لكن السلطات التركية المعنية دأبت على التصريح عنه ! إنتظرت ردًا سوريًا أو إيرانيًا لم يأت .
ما هي هذه الرسالة التركية الموجهة من تركيا "الجديدة" إلى سوريا و إيران ... و بالطبع إسرائيل ؟ لماذا توقف تركيا شحنات أسلحة محتملة إلى المقاومة في ظل عدائها المستجد لإسرائيل ؟ اللهم إلا إذا كان هذا العداء مجرد تمويه!
لم يجد عقلي أي إجابة قاطعة مقنعة و لكنه قرر وضع تركيا موضع شك ... و مضت الأيام ...
اشتعلت ثورات و سقطت أنظمة و عاندت أخرى ثم اشتعل الوضع في سوريا ...
بدا لي من المنطقي أن تنتقل كرة النار لتدحرج كل الديكتاتوريات العربية عاجلًا أم آجلًا ... استبشرت خيرًا بالطبع ، فسوريا هي الجوهر ...
و لكن تفاؤلي استحال قلقًٍا شديدًا و بسرعة ! كيف ؟ لماذا ؟
لأن القرضاوي اللعين نطق بعين الفتنة ... دعا الأخ العظيم الطائفة السنية في سوريا للثورة على النظام العلوي و من على شاشة الجزيرة . و من يفقه في المنطق شيئًا يعلم أن القرضاوي لا ينطق بما لا ترتضيه الأسرة الحاكمة في قطر .
في اللحظة الملتهبة نفسها ظهر مرشد الإخوان المسلمين السوريين في تركيا ليهاجم النظام السوري ... أف ... استنفر ذلك كل أجهزتي العصبية ... ما الذي يجري ... الخلجان و الأتراك يسلكون الدرب نفسه ؟
رحت أراقب أبواق الخليج لأيام : العربية و الجزيرة تزوران الأمور بشكل فاضح ! (لا داعي لأذكر كيف تجاهلت هذه الأبواق مجازر البحرين) ...
كل شيء بات يشير إلى ترتيبات ما إقليمية و بلا شك أميركية تهدف لزعزعة استقرار سوريا بغية ابتزاز ما !
في الوقت نفسه ظهرت جماعات سلفية مسلحة عاثت في الأرض فسادًا ... ( و أسقطت إمكانية قيام ثورة راشدة في سوريا).
ثم راحت تقارير ضبط كميات من الأسلحة على طول الحدود اللبنانية و العراقية تتوالى... هنالك من يدعم الداخل من الخارج .
و من يفقه في المنطق شيئًا يعلم تمام العلم أن المجموعات التي تحركت في لبنان إنما تتحرك بخيوط سعودية !
لم أعد أحتاج شيئًا لأدرك حقيقة ما يجري ، و لكن قطبة مخفية ما كانت تنقص هذا القميص ...
و هكذا سمعت ما سمعت اليوم نتيجة تواجدي بحكم الصدفة في مكان يعج بالمعلومات الآتية من دمشق :
منذ أكثر من شهر حضر إلى دمشق وفد سري خليجي تركي برئاسة المبجل جاسم بن حمد و ما أدراك ما جاسم .
حمل الوفد السري مطالبًا ثلالث طرحها على الأسد :
أولًا : إعتراف رسمي من الأسد بالتخلي عن كيليكيا و اسكندرون نهائيًا !
تعجب الرئيس الأسد لهذا الطلب ، فالموضوع بالنسبة لسوريا أمر واقع يفرض نفسه و لا داعي لفتح هذه الجراح ... أوضح الأسد استحالة تلبية هذا الطلب ..
ثانيًا : إنهاء الوضع القائم في الجولان و لو لمصلحة إسرائيل ... أجاب الأسد بسرد تاريخي مفصل لواقع المفاوضات حول الجولان المحتل و طبعًا رفض الأمر من أساسه .
ثالثًا : فك التحالف مع إيران ووقف مد المقاومة في لبنان بالسلاح ! تعرفون الجواب .
هذه أمور كلها قديمة و موقف سوريا منها معروف ... المستجد المستغرب هو موضوع اسكندرون و كيليكيا ... ربما لا زالت تركيا هي نفسها !
على أي حال و لمن يحتاج دليلًا على إدارة أميركا لهذه المسألة فليسأل الدكتور فيلتمان عن غرفة العمليات التي أنشئت في مدينة هامبورغ و على رأسها أربعة أشخاص سوريون و لبنانيون ( نتحفظ على الأسماء) !
هكذا أجد نفسي اليوم أتضامن مع ذاتي إذ أقف إلى جانب الأسد ... فسوريا دومًا هي الجوهر و منها طريق فلسطين .
أقف إلى جانب الأسد لأن الإصلاح من غيره يعني الفوضى و الاقتتال و الله ينجينا من عبد الوهاب و تلاميذه !
سؤالي اليوم ، ماذا تفعل تركيا ؟ ماذا تريد ؟
أميل إلى الاعتقاد أن تركيا قررت أن دخول الاتحاد الأوروبي يتم عبر دور لها تلعبه في الشرق العربي و القضية الفلسطينية.
لذلك سعت تركيا إلى توتير العلاقة مع إسرائيل بشكل مدروس و قيد السيطرة علها بذلك تكسب ثقة الشعوب العربية حتى تأتي اللحظة المناسبة لابتزاز الأنظمة . طبعًا لتركيا علاقات اقتصادية ضخمة مع سوريا و لذلك فهي ستبقي الابتزاز ضمن المعقول و لن تضر بعلاقاتها مع دمشق بشكل كبير ، و لكنها ستضغط حيث يكون الضغط مثمرًا ... الخارجية التركية اعتذرت عن تصريحات مرشد الإخوان و سعت للحد من الخسائر إذ يبدو أن الرد السوري كان قاسيًا !
بالنسبة لي اليوم ، إن أردت أن أراقب سوريا راقبت تركيا ...
و النصر دومًا للعقل المتفلت من ... الإعلام . إحذروا التقليد !
17/5/2010
من يوميات طبيب نفسي!
لست هنا بمعرض مناقشة حالتي النفسية فهي على الأرجح أسخف من أن تناقش أو أن تأخذ عضلة من عضلات عقولكم و هي بالطبع لا تساوي شيئًا إذا ما قورنت بالمصيبة الأصلية و المصائب التي منها تتفرع، في بلادنا أو بلاد الاغتراب.
في معرض حديثه سألني الطبيب الذي إلى حينه كنت الاستماع إليه استطيب، سألني إذا ما زلت أبحث عن شقة. أجبت بالإيجاب فتبرع بإطلاعي على تجربة لم أطلب الإطلاع عليها أصلًا!
قال الطبيب : “ منذ عشر سنوات اشتريت و زوجتي شقة في بيروت بقيمة ١٧٠ ألف دورلار. منذ يومين باع جاري شقته الملاصقة لشقتي ب ٧٥٠ ألف دولار. بس لأعطيك فكرة لوين رايحين ! “ أضاف ليضيف على كآبتي كآبة ! زاد من إحباطي المتصل أصلًا بمدينة أراها تركض و تركض دون أن أجد إلى اللحاق بها سبيلًا ... المدينة تتغير، قلت محاولًا تغيير الموضوع.
لكن للأطباء عامة إصرار موصوف، و طبيبي فيه بطل معروف... تابع حديثه:
“لي صديق استاذ اقتصاد قام و فريقه ببحث حول التوزيع الجغرافي لسكان بيروت بعد ٥٠ عامًا . النتائج مرعبة" . سكت و نظر في عيني منتظرًا مني تعقيبًا ما. امتنعت خوفًا على صحتي العقلية آملًا أن يعفيني طبيبي من معاناة قادمة ، و أنا القادم إليه أصلًا طمعًا في الخلاص من معاناة سابقة! لم يكترث و أصر على تبليغي بنتائج الدراسة العزيزة على قلبه و قلب صديقه، أكمل مقطبًا حاجبيه : “الدراسة تقول أن التوزيع السكاني في بيروت سيكون على النحو التالي :
١ وسط المدينة و الصيفي سيسكنه عرب معظمهم سعوديون(قلت في سري و ابن سعد الحريري في بيت الوسط).
٢ باقي بيروت سيسكنها إما أوروبيون أو لبنانيون يعملون خارج لبنان.
٣ أنا وأنت و من مثلنا سنسكن بالطبع خارج المدينة " ...
انتظر الطبيب رد فعلي على ما سمعت فابتسمت و قلت بسخرية : بطمنك أنا و أنت سنكون تحت سابع تراب بعد خمسين سنة!
قال و لكن أولادنا سيعانون !
العمى غريب أمره هذا الطبيب . أيحاول أن يدفعني للانتحار داخل مكتبه مثلًا أم أنها تجربة ما يقوم بها على أعصابي التالفة؟
أضاف : “ إسمع لقد قلت لصديقي بأن أولادى من بعدي سيملكون بيتي و عيادتي و لا خوف عليهم، فطمأنني بأنهم لن يقوواعلى دفع ضرائب هذه الشقق و سيضطرون لبيعها لمن هو أقدر منهم على الدفع ، إلا إذا هاجروا للعمل في الخليج" !
في هذه الأثناء أنهى الطبيب تحرير وصفته الطبية صافحني بحرارة و راح يستعد للقضاء على مريض آخر!
و بينما أنا في طريقي للخروج دخلت من بعدي سيدة ستسكن حتمًا في وسط المدينة هي و أولادها و أحفادها من بعدها حتى آبد الآبدين. آمين يا رب .
في السيارة العالقة في الزحمة الجنونية ، كان يجب أن أقرر. هل أتوجه إلى البيت في بيروت أم إلى البيت في الجبل .
إلى الجبل ، و باختياري و ليس بفعل تمييز سكاني اقتصادي حاصل و قادم.
اليوم في الجبل و غدًا في بيروت نكاية بسياسات آل الحريري و رب الحريري .
و تصبحون على بيروت!