27‏/4‏/2012

دولة النعامة !




كيف يعني سياسة النأي بالنفس ؟
شو يعني نأي ؟
بحسب المعجم النأي أي البعد، و نأى ينأى أي ابتعد .

لبنان الرسمي إذًا اختار أن يبتعد عن الحدث السوري ! نحن نمارس اليوم الابتعاد عن سوريا ! ببساطة بلهاء .
طيب قل لي بالله عليك يا قارئ الفناجين يا ضاربًا بالرمل كيف تفسر عبارة النأي بالنفس في سياسة بلدنا العظيم، لأني أنا قد حاولت المستحيل و لم أفهم ! لم أفهم بعد كيف لميقاتي أن يكتسب قدرات إلهية بين ليلة وضحاها أو بين حكومة و أخرى (بفتح الألف أو ضمّها لا فرق) ؟

هل لرئيس الحكومة الجبار أن يغير الجغرافيا بحيث ينأى بنفسه و يستريح ؟ هل يستلهم موسى و يتصرف ببحره ، فيُدخِل الأبيض المتوسط من الشوف ليلتف في الداخل البقاعي مرورًا بالهرمل وصولًا إلى عكار فالبحر ؟ زلزال في الفالق الكبير قد يحقق له ذلك ولكن انتظار الزلازل من انتظار غودو ! و انتظار غودو كانتظار اليهود لمسيحهم و الشيعة لمهديهم و الدروز لحدودهم، و هو تمامًا كانتظاري لإسهال معوي يريحني من إمساكٍيَ المزمن ! إه والله !
خطة جهنمية و لكنها مستحيلة يا …. مسيو ميقاتي .

هكذا وجد الرئيس نفسه مضطرًا للبحث في نأي من نوع آخر .
إن كنا لا نستطيع أن ندخل البحر إلى الفالق الكبير، ولا نستطيع أن نقتلع لبنان و نسقطه في قارة أخرى (أيضًا بفتح الألف أو ضمّها لا فرق)، فلننءَ بنفسنا عن حدودنا و نتركها حرة مستقلة ! لا جيش و لا قوى أمن ولا من يحزنون إلا بما يكفي لحفظ ماء الوجه الأسود أصلًا .
هكذا تحولت مناطق في الشمال اللبناني إلى رافد أساسي للسلاح و المقاتلين و خاصة في معركة حمص.
لو قُدّر لمن خطط أن ينجح في التنفيد لتحولت حمص إلى إمارة إسلامية اتصالها الأساس بالداخل اللبناني ، وهو في هذه الحالة داخل جغرافي استراتيجي للإسلاميين السوريين .
من يمنع عندها تفريخ إمارات مماثلة في شمال لبنان ؟ هل يستطيع عقل ميقاتي أن يتخيل قتامة الصورة ؟ لا أرى في ذلك إمكانية . المضحك المبكي أن وزير داخلية الميقاتي أعلن أن ليس في لبنان تنظيم قاعدة ، و لكن البلد مجرد ممر لهذا التنظيم ! العمى وْلو ! ممر ؟
أنا ممكن إتحمل جميع أنواع الإهانات و لكن من يهين عقلي يستحق بالحد الأدنى شتيمة كبرى : توووووووووووت .
كيف لمقاتلي القاعدة أن يمرّوا بلبنان في طريقهم إلى سوريا من دون أن يكون لهم في بلدنا مقر لوجستي مساعد يؤمن حاجاتهم ؟ كيف ؟ كيف يدخلون و أين يقيمون و كيف يخرجون ومن يؤمن لهم السلاح و الذخيرة ؟ لعلّه غودو مش هيك ؟
لأ يا مسيو شربل تخينة هاي اسمحلي يعني !

على كل حال، هل في هذه المعادلة يا جهابذة، نأي بالنفس أم دخول في دوامة الخراب ؟ عوضًا عن ضبط الحدود بقسوة اختار الرئيس فتحها على الموت، قرر استجرار الأزمة إلى عقر الدار عوضًا عن مساعدة الجار . سياسة حكيمة أم خطأ استراتيجي ؟
بالنسبة لي هو حتمًا خطأ استراتيجي و لكنه أيضًا خطأ مقصود، لأن حسابات الميقاتي الانتخابية أكثر أهمية من مصالح البلد الاستراتيجية . هلق بالآخر هوّي رجل أعمال مش هيك ؟ لربما يقرر في المستقبل أن ينأى بنا عن طرابلس مثلًا أو ربما شبعا و كفرشوبا من يدري ؟

لا يا دولة الرئيس، أنت لا تستطيع أن تنأى بلبنان عن سوريا فذلك ضرب من الخيال وجهل للتاريخ وجغرافيته ! حتى رجل الأعمال يعرف ذلك (بلكي مش سعد الحريري يمكن بس المهم) .
سياسة النأي بالنفس هنا يا دولة الرئيس إنما هي سياسة النعامة ، تلك التي تدفن رأسها بالتراب لتختبئ من خطر ما فإذ بها تختفي بين أنياب الذئاب ليبقى الرأس مدفونًا في التراب إلى الأبد .

أسألك "دولة النعامة"، هل سمعت يومًا بالواو الكافرة ؟




13‏/4‏/2012

طز بريئة !



همممممم. إه والله ! الله يعطيهن العافية بالكويت ! أم التشريع ومدارس القانون !
أثار انتباه عيني اليوم خبر صغير نُشر في صحيفة لبنانية .
يقول الخبر : "وافق البرلمان الكويتي اليوم على قانون يُنزل عقوبة الإعدام بكل من تُسوّل له نفسه التطاول على الذات الآلهية المتمثلة بالرسول وآله وزوجاته " . 
قلت ، حسبي الله نِعْم الوكيل ! طبعًا ، ليش بهيك حالة ، مين ممكن يكون الوكيل يعني ؟! 

لكن الخبر لم يقف هنا إذ أكمل : "احتج نواب الأقلية الشيعية على القانون" .
قلت : والله يا عمّي هالنواب شو تقدميين ؟! برافو ! 
تابعت القرائة : "وقد احتج النواب الشيعة طالبين إضافة الأئمة ال ١٢ إلى اللائحة التي يعاقب التطاول على أعضائها بالإعدام لكن الأغلبية رفضت ذلك" . 
قلت : هاع ، يجب ألا أتسرع في إطلاق الأحكام ! إخوانّا النواب الشيعة طلعو مش تقدميين ! طلعو من نفس الطينة اللي ضاربها هبل ديني . فالقتل باسم الله عادة متفشية عبر الكون، وما من قانون يعاقب عليها. 

طيب. ما دامت القصة هيك ، فإني أفكر بتعليق مشنقتي الخاصة إذ أنني سأشتم اللائحة الإلهية من أعلاها لأخمصها لأني لا أعتقد بأن شتم الذات الإلهية قد يهينها، وإن أهانها فهي حتمًا غير إلهية. في الحالتين الشتم مباح . فطز !

 حاكموني !

9‏/12‏/2011

أنا والسيد حسن والجلجلة




من يظن أن المقاومة تسقط بسقوط السلاح إنما هو بسيط العقل والمعرفة !

المقاومة لدينا، ثقافة تراكمت عبر القرون لا يمكن تغييرها لمجرد أن فلانًا يرتجي ذلك . 

عندما كان الساحل الفينيقي يحترق أمام الاسكندر لم يكن أحد قد سمع بالحسن و الحسين مش هيك ؟ لكن مفهوم التضحية كان منتشرًا و مقدرًا . نعرف ذلك إذ نقرأ في أساطيرنا مش هيك ؟ 
يسوع ابن الناصرة خير دليل على نقاء و فعالية هذه الثقافة . تخيل ، كان المسيح حسينيًا قبل ولادة الحسين !

في العصر الحديث تناقلت راية المقاومة تنظيمات عدة وصولًا إلى حزب الله . لا يهمني اليوم من يرفع الراية و أي عقيدة تديرها ، ما أعرفه أن هذه المقاومة بنت هذه الثقافة ... و بالتالي أنا ابنها و لست آبه إن كانت قومية أو شيوعية أو إسلامية ، هي بالنسبة لي ، من صنع شعبي ،  و مخزوني الثقافي المادي الروحي ، قل المدرحي، هو الذي يستدعيني إليها . مع العلم بأنني لست مسلمًا على الأقل وفقًا للمفهوم السائد .

لهذا لا أستطيع أن أنظر إلى السيد حسن كرجل دين وحسب ، فهو أيضًا ، مثلي ، إبن هذا التراكم الهائل في التجربة . الدفاع عنه دفاع عن هويتي الثقافية. على الأقل هذا ما أتصرف على أساسه أنا "العلماني" حتى النخاع الشوكي .
يعني بالمختصر ، لا يمكن إزالتي (أو إزالة السيد) لا بالنقد أو التشويه أو الكذب الالكتروني ، لا يمكن حتى إزالتي بالقتل ، فنحن، أنا والسيد ، فكرة حية لا تموت . وفي متلنا ملايين و لكلٍ منهم درب جلجلة مختار .

هذا لا يمنع أن تجربوا حظكم معنا ... 


22‏/9‏/2011

نيوتن السوري !


 
يقولون سقطت تفاحة على نافوخ نيوتن و هو نائم يحلم تحت شجرة ما !
في تلك اللحظة استيقظ نيوتن متألمًا نظر التفاحة بغضب ، و لما أدرك فعلًا ما حصل اكتشف قانونه الشهير . غيّر نيوتن شكل البشرية . تعامل مع حدث صغير تافه ليستنبط أحد أهم قواعد الفيزياء . لقد استخدم الرجل تلك المادة الغريبة المزروعة في تجويف رأسه ، الدماغ … العقل … استخدم عقله ليعقل الحدث و منه ينطلق .

الآن تخيلوا معي التالي :
هَوَت التفاحة في سقطة حرة لترتطم بنافوخ العبقري النائم بسلام.
جفل نيوتن و أول ما نطق به كان : آخ، يلعن إختك .
تململ ورمى بالتفاحة بعيدًا و عاود النوم يحلم بنهد حبيبته الندي .  
كان انتصابه هائلًا . بلا تفاحة بلا بلوط !
سقطت تفاحة أخرى و لكنها لم تصب النافوخ المطلوب . سحقت نملة .
سقط نيوتن . لقد تغلب عقله الغريزي على عقله التحليلي . واقعة يعرفها العرب جيدًا .
نحن اليوم نعيش ، نتيجةً لفعل نيوتن، بل قل عدم فعله، في عالمٍ مختلف تمامًا . كون يحكمه و يديره و يحركه … تفاحة طاغية . يا لطيف يا نيوتن يا لطيف !

طيب . هلق تصوروا معي نيوتن السوري ، حالمًا تحت ياسمينة ضخمة .
مرت من قربه جماعة أصولية ذبحت أمامه جمعًا من البشر بالسواطير . فُصلت رؤوسٌ عن أجسادها و قُطّعت أيدٍ و أرجل ونيوتن يحلم بالنهد الندي .
تجاهل نيوتن الحدث .
عادت الجماعة نفسها من صوب البحر مدججة بالسلاح. أطلقت النار على الناس ، على الشرطة ، على نيوتن ، لا بل أطلقت النار على نفسها أيضًا … و يا نيوتن ما تهزك ريح ...أنا و النهد ومن بعدي الطوفان .
في الأفق ، أطلت أساطيل. أطلقت الصواريخ من فوق نافوخه ، فلم يحد قيد أنملة عن حلمه الرطب .
واستمر الأخ على هذه الحال أبدًا .

مر الزمن بسرعة ، وبعد أيام كان نيوتن السوري لا يزال يحلم تحت ياسمينة يابسة في بحر من الدم .
من حق نيوتن أن يتجاهل الحدث ، و لكن من حق الحدث أيضًا أن يتجاهل نيوتن .
يمكن لنيوتن أن يؤثر بالحدث إذا اعترف به و عَقَلَه، أما إذا تجاهله فللحدث أن يفعل بنيوتن شر فعل! آي!

غاص نيوتن عميقًا بالنهد الندي فيما الأرض تدور بسرعة و التفاح ينهمر أحمرًا كالمطر !
عبقري نائم و صمت مطبق !
هناك، في المدينة القديمة، شوهدت نعامة تدفن رأسها في الرماد تحت ياسمينة يابسة !
هدوء. ضباب. ليل . صمت مطبق.
... وبزّ مْجَعْلَك .






4‏/9‏/2011

فتنة ألشين أبو أصبع



بالأمس، دخل فلان محل ثياب شعبي في فرن الشباك في بيروت .
(ملاحظة مهمة لمجريات القصة : فرن الشباك منطقة مسيحية و مالك المحل شيعي. عادي بس إنو ما بينخلطو هاو ).
على كل حال فإن فلان لاحظ في زاوية من زوايا المحل كمية ألاشين إم إصبع (جمع ألشين أبو أصبع ) متكدسة وسط الحر الخانق ! رائحة كاوتشوك ثقيلة تعبق في المكان ! (إنو سعر الألشين ألفين ليرة حسب ما سمعت) .
توجه فلان لتفحص الألاشين . هناك وجد بضعة منها تحمل رسومًا … دينية . يعني شوية كنايس و صلبان و هيك .
صنع في الدانمارك تقول العلامة التجارية . فورًا استبعد فلان نظرية المؤامرة و توجه إلى المشرف على المكان منبهًا من خطورة الوضع ناصحًا بإزالة الألاشين المسكينة . و هذا ما حصل بعد اعتذار المشرف عن خطأ ناتج عن عدم تفحص الألاشين فردًا فردًا و فردة فردة قبل عرضها (يقصد رميها) للبيع .
ابتاع فلان ألشين أبو أصبع يحمل زهرة حمراء و خرج يكمل حياته الساكنة حدّ الملل !

هذه رواية … يقابلها أخرى :

بالأمس، دخل فلان محل ثياب شعبي في فرن الشباك في بيروت .
توجه إلى زاوية الألاشين إم الأصبع و رأى ما رأى !
لهول الصدمة بذل فلان كبير الجهد ليتمالك نفسه . تنفس بعمق و تناول هاتفه الخلوي و صوّر الألاشين بدقة محترف .
لم يعترض أحد فهو ربما يريد أن يبعث بصورة ألشين ما لحبيبة ما تعبيرًا عن عشق ما أو تهديد.
خرج فلان مسرعًا و امتطى سيارته (كاد أن يدهس تيتا لطيفة) ووصل في لمحة بصر إلى مبني ال أم تي في !
و الأم تي في ، لمن لا يعرف ، هي محطة تلفزيونية لبنانية راقية محترمة ملتزمة بخير المجتمع ، و لأنها كذلك سارعت المحطة إلي استخدام صور الألاشين المسكينة في برنامج حواري يبث بثًا حيًا . لم تكتف المحطة بذلك بل جعلت تستقبل الاتصالات المستنكرة .

ما هي إلا دقائق حتى تجمهر المؤمنون الأتقياء أمام المحل المشؤوم صاحب الألاشين و أقفلوه .
رفعوا صلبانًا خشبية و هاجموا السنة و الشيعة و دافعوا عن مسيحيي الشرق المستهدفين هذه المرة … بضربة ألشين ماحقة !
و إحقاقًا للحق ختموا المحل بالصليب الأحمر ، كيف لا و هو شيعي متطفل على المنطقة.
الشعارات التي رفعوها دلت على انتمائهم السياسي … حزرو مين ؟ برافو !

يعني على كل حال ، تدخل الجيش بسرعة و أمّن المنطقة و ضَمَن السلم الأهلي ! يا عيب الشوم .

يا عيب الشوم على الاستاذ فلان ، الذي اختار السيناريو الكارثي .
يا عيب الشوم على المحطة الرائعة فائقة المسؤولية .
يا عيب الشوم على الإيمان الفاحش و الذكي .
و ياعيب الشوم على الدانمارك التي لا تترك فرصة لا تهين فيها الأديان و الرسل و الأنبياء . أحرقوها . أحرقوا السفارة مرة أخرى … شكلها مش زابطة بلا حريق . حْرقوا البلد خيي .
و أكيد أكيد يا عيب الشوم عليي ، عم إكتب عن … ألشين أبو الأصبع !

بصراحة ، نحن على شفير مذبحة إن كان الألشين يحتمل كل هذا التأويل . حقد يريد أن يعبر عن نفسه .
أدعو لحرب أهلية … بالألاشين !



3‏/9‏/2011

Paranoia !



من منّا لم يتابع مجريات الأيام الأخيرة في ليبيا ؟
كان الغموض يسود كل شيء و فشلت الفضائيات العربية في نقل أي شي ء مؤكد و زرعت في شاشاتها بعضًا من عواطف مهترئة و كثيرًا من كذب !
رغم الفوضى في المعلومات فهنالك بضعة مؤشرات مقلقة ، منها :

١- في معركة طرابلس بذل الثوار دمًا كثيرًا و استطاعوا منذ الهجوم الأول ، الوصول إلى باب العزيزية . و فجأة توقف الهجوم ! قالت القيادة العسكرية أنها أوقفت الهجوم لكي  لا يسقط للثوار ضحايا في القصف المرتقب من الناتو على مقر القذافي ! ثم مضى يوم كامل و أكثر و لم يحصل فيه أي قصف .بعدها دخل الثوار باب العزيزية و لم يجدوا أحدًا، لا سيف و لا قذافي و لا من يحزنون ! لقد تبخر القائد !
من أوقف الهجوم و هل كان القذافي في الداخل و لأي غرض جرى تهريبه ؟

٢- أذاعت  الفضائيات خبر احتجاز أحد أبناء القذافي في بيته مع أسرته .  لا بل إن محمد القذافي اتصل شخصيًا بقناة العربية ليؤكد خبر احتجازه الذي كان قد أكده أيضًا رئيس المجلس الانتقالي . و فجأة اختفى محمد . فقد الاتصال به و لم يعلّق أحد على الموضوع . يعتقد كثيرون أن محمد القذافي قد دخل الجزائر ، أي أنه انتقل من طرابلس إلى الجزائر متخطيًا الصحراء و رقابة الناتو الجوية و كل نقاط تفتيش الثوار دون أن يلحظه أحد ! رائع والله !
السؤال الذي يطرح نفسه : من أمّن لمحمد هذا الانتقال (السلس) و لأي هدف ؟

٣ – أما بالنسبة لسيف الإسلام القذافي فقد رافقت الإثارة كل خطواته .
أعلن خبر الاعتقال و أكده القاصي و الداني بما فيهم رئيس المجلس الانتقالي . و ظل الخبر يلعلع على الشاشات حتى ظهر سيف فجأة في شوارع طرابلس و قام بزيارة فندق يملكه قبل أن يتوارى .
هل اعتقل سيف قبل أن يتم إنقاذه أو الإفراج عنه لغرض في نفس يعقوب ؟ أو ربما نفس الناتو ؟
هنالك فعلًا  ما يثير أقصى درجات العجب ! العمى !

٤ – تناقلت وسائل الإعلام على مدى اليومين الماضيين ، خبرًا يفيد أن قيادة الثورة وعدت فرنسا ب ٣٥ بالمئة من حقوق النفط الليبي مقابل حصول الثورة على دعم عسكري . أحضرت فرنسا حلف الناتو بأكمله لدعم الثورة !
غير مستبعد أبدًا و لكن ما يهمنا الآن هو المستقبل . إن كانت قيادات الثورة تشتري و تبيع فهنالك الكثير من الامتيازات التي يمكن الحصول عليها في ليبيا .

هنالك ترابط ما بين النقاط الأربع آنفة الذكر .
كعادته و لحماية مصالحه سيحاول الغرب ابتزاز الثورة لكي يحصل على ما يريد من نفط و مواد أولية و استثمارات تزعج الصين في أفريقيا ! لكي يحصل ذلك لا بد من تمديد مهمة الناتو و ربما تعديلها . يجب إذًا تفادي استقرار الوضع حاليًا ووحدها فلول القذافي التي تقاوم قد تضمن ذلك . لماذا نعتقل القذافي إن كنا لا زلنا نحتاجه ؟
لن ينسحب الناتو و قد يحمي القذافي سرًا تمامًا كما فعل في طرابلس . المدهش أن التاريخ الحديث مليء بأمثلة كهذه   و لكننا لا زلنا نمنح الغرب ثقتنا و نملكه قوتنا بأبخس الأثمان .

أمَلي ألا تذهب دماء الليبيين هدرًا ، و لكني شخصيًا لا أثق بقيادتهم و لا بداعميهم ، و قد أستيقظ ذات يوم لأجد أنني لم أعد أثق بنفسي !
 ضربِت ال paranoia !

31‏/8‏/2011

ستّ قواعد لسياسة الإكتئاب



الاكتئاب، مرض العصر.

يلاحظ علم العلاج النفسي أن حالات الاكتئاب تنتج بمعظمها عما يسميه بتشوهات في التفكير الإدراكي … عددها ١٠.
العلاج يكمن إذًا في تشخيص هذه التشوهات متى حصلت و استبدالها بأنماط تفكير مختلفة و إيجابية .
أنا شخصيًا اكتشفت أن من المسلىّي تطبيق هذه " الخطوات الإصلاحية " على النفس . ثم اكتشفت لاحقًا أن الأكثر تسلية  يكمن في تطبيقها على أحبائي من جماعة ال ١٤ !
هاكم النقاط المسلية و تطبيقها :

١ – كل شيء أو لا شيء : "يرى المريض الأمور بالأبيض و الأسود فقط و إذا ما تخلف عن شيء انهار منهزمًا “.
ذكرني ذلك بمغادرة سعد البلاد منهارًا بعد خسارته للحكومة  و اعتقاده بأن شخصه العظيم هو المستهدف.

٢ – التعميم : “يرى المريض في حدث سلبي  فردي واحد، حلقة مغلقة من الهزائم . و هلى هذا الأساس يتصرف" .
همممم …. أووووه …. هينة …. إغتيال الحريري الكبير ! تأسيس تيار شعبي يعيش على الاغتيال و يقتات منه و يفكر عبره. لقد استخمدت هذه النقطة ببراعة بهدف تسطيح فكر الجمهور … هيدا إذا ما كان مسطح أصلًا !

٣ – المصفاة السلبية للفكر : “  يختار المريض تفصيلًا سلبيًا واحدًا و يغرق به حتى أذنيه حتى يتحول الكون كله إلى ظلام قاتم " .
إه … إغتيال الحريري الكبير مرة أخرى ! إما أن نعاقب القاتل و إما الجحيم لنا و لكم ! رائع.

٤ – تجاهل الإيجابيات : “ وهذا نوع آخر من المصافي الفكرية حيث يقوم المريض بتجاهل الإيجابيات و يتمسك بالتفصيل السلبي حتى لو كانت التجارب اليومية تثبت عكسه " .
شو بدنا نعد لنعدّ ؟! عودة إلى الاغتيال ! و انطلاق منه إلى جبهة البريستول ! برأيي الأعمق مرضًا هنا هو الاستاذ خالد الضاهر ألا طهّر الله … قلبه ! كل الدلائل التي تشير إلى وحدة حال السنة و الشيعة يتم تجاهلها و استحضار بعض الحوادث سخيفة كانت أم ضخمة .

٥ – القفز إلى الاستنتاج السلبي : “يفسر المريض الحدث بشكل سلبي رغم مخالفة ذلك للواقع المعيوش" .
“ و في هذا القفز نوعان : و احد يقوم على قراءة أفكار الغير و إصدار الاستنتاجات بناءًا عليه ، و آخر يُعرف بخطأ البصارة ، حيث يقوم المريض بتوقع السوء و يقتنع بأن هذا السوء قد حصل فعلاً " .
إه يا لطيف … "شنيعة طلامس" أو سمير جعجع بعد خطابات السيد حسن !

٦ – التفكير العاطفي : “ يعتقد المريض أن عواطفه السلبية تنطبق حتمًا على واقع الأمور . إن كنت أشعر بذلك فهو حتمًا حقيقة " .
يعني إن كانت شنيعة طلامس تخاف من سلاح المقاومة فالسلاح حتمًا مخيف و الصواريخ تنصب في لاسا لقصف معراب في هذه اللحظة . و إن كان سعد لا يخاف السلاح السلفي فالسلاح السلفي آمن في الحقيقة و سواطير طرابلس مجرد وهم .
و إن كان الضاهر يحب السواطير تصبح حلبا المجزرة مبررة و حلال. ما هوي عندو زبيبة تصله بربه دون وسيط !
يعني شو بدك تحكي لتحكي ؟!

هكذاو أنا أضحك على نفسي و على سخرية الواقع، وجدت  أن جماعة ال ١٤ ،حققت  ستة من عشرة  من لائحة تشوهات التفكير الإدراكي .

أذكر أن مثلًا  أو قولًا  طالعني في تلك اللحظة و أعجبني شرّ إعجاب :
 آخر الدواء الكيّ !  و لكن ، ما أوّله ؟



27‏/8‏/2011

قطار الربيع




قطار مزدحم بركابه يسير متهالكًا نحو حتفه.

 بعض الركاب يسقط مرغمًا فيُقتل.

بعضهم يختار القفز من على متنه، فينجو أو يموت .

أما البعض فيختار البقاء في القطار حتى انهياره فيُقتل معه !


بعضٌ   من الذين اختاروا القفز و نجوا، يختار العودة أدراجه، و البعض الآخر يمضي قدمًا سيراً على الأقدام، فقط ليكتشف

أن قطارًا آخر ينتظره عند نقطة الوصول .

لم تنته الرحلة إذًا !


بعض الواصلين يختار إنهاء المشوار و البعض الآخر يمتطي القطار الجديد بما تبقى له من حماسة خائبة.

و ينطلق الركب .

لحظات و يكتشف الركاب أن القطار إنما يسير بلا قائد .

البعض يقفز فينجو أو يموت و البعض يختار البقاء في قطار يلاحق بلا هوادة.... آخر خيوط الغروب .



شوهد القطار عند الأفق يدخل في الشمس و يحترق … لم يكن على متنه أحد !

9‏/8‏/2011

أكلة لحوم البشر !


 
اجتاحت صفحاتي الافتراضية على مدى الأيام الماضية ، دعوات للتضامن مع الجياع في الصومال و عموم أفريقيا.
هنالك من دعا للتبرع ببضعة دولارات و هنالك من دعا للضغط على الدول للتدخل و هنالك من اكتفى بالدعم المعنوي (يا ريتو بيتاكل ، تمامًا متل القرنبيط) …

إن معظم المتضامنين الذين يسمون أنفسهم بالناشطين المدنيين إنما يثيرون فيّ القرف و الاشمئزاز !
هاكم اتهامي المباشر لهم، و بلا أي مواربة أو نية للاحترام، إما بالكذب أو الجهل أو التغابي … و الحالات الثلاث تتساوى في النتيجة : القتل ! نعم القتل ، و لكن عن غير عمد و عقوبته عادة ما تكون السجن لفترات طويلة !
كيف ذلك و لماذا هذا العنف الكلامي ؟

أن بعض الاطلاع البسيط جدًا على أوضاع العالم ، عبر الوسائل المتاحة ، و لا أعني هنا الميديا المدارة أميركيًا ، بعض الاطلاع يوضح أن أسباب المجاعة في أفريقيا إنما تكمن في النقص الحاد في الحبوب اللازمة لإطعام الملايين !
في السنوات الماضية راح إنتاج الحبوب في العالم يستخدم في ازدياد مضطرد لإطعام … الدواب ! لإنتاج اللحوم على نطاق صناعي !
لقد تم القضاء على مساحات شاسعة من الأمازون لتغطية الطلب على الحبوب ! و قطع الأشجار مستمر في كل لحظة . الأرض المعرّاة تستخدم لزراعة الحبوب على أنواعها و الصويا بالأخص ! إسمعو التالي :
٨٥ بالمئة من هذا الانتاج يذهب لصناعة إنتاج اللحوم ، الحمراء و البيضاء !
كل كلغ من اللحم الأحمر يستهلك لإنتاجه ١٣ ألف ليتر من الماء العذب !
قطع غابات الأمازون يؤدي بشكل مباشر لذوبان الجليد القطبي اللذي سيختفي مع العام ٢٠٣٠
 و المذهل أن الأمازون راحت تنتج ثاني أوكسيد الكربون عوضًا عن امتصاصه !

كل هذا من النتائج المباشرة لصناعة إنتاج اللحوم على نطاق صناعي …
نعم … سبب المجاعة في كل مكان على هذا الكوكب البائس هو السياسات الانتاجية المتوحشة .
قرأت بحثًا مطولًا يوضح أن توفير الحبوب للجياع إنما يتطلب أن يتخلى ٢٠ بالمئة من سكان الأرض عن وجبتي إلى ثلاث وجبات لحم أسبوعيًا … خفض الاستهلاك فقط لا إيقافه !
٢٠ بالمئة هم الذين يستطيعون دفع كلفة اللحم ... فقط ٢٠ بالمئة !

لذا، إن كنتم لا تأبهون فعلًا  بالأجيال الآتية بعدكم فلا بأس … كلّ  يختار ما يريد .
و إن كنتم لا تأبهون حقًا بالآخرين من البشر الأقل حظًا فلا بأس أيضًا …  و لكن لا تدّعوا أن قلوبكم تتألم لما يحصل لجياع أفريقيا فيما تجلسون لتتناولوا وجبة شهية من اللحم .
إن كنتم تجهلون ، فأنتم الآن تعلمون، أنكم إنما تأكلون من لحم الأفارقة ، أو قل عظامهم العارية من أي لحم !
 
أكلة لحوم بشر !

4‏/7‏/2011

قريبًا : الحرب المحتملة !

   









يعرف عني الأصدقاء ميلي الهائل للتشاؤم كما يقولون ، بينما أعرّف أنا الأمر بالواقعية المبنيّة على قدرة الاتصال بالماضي ، و ماضينا اسمالله عليه كتير غني !
إن ماضينا الفاقع السواد و عقلي القادم من ظلمات جمهورية القرنبيط يقولان باحتمال اندلاع حرب ٍ ولا كل الحروب !
أقول احتمال لأنني لست ب "مايك فغالي"  أو  "شنيعة طلامس"  أو غيرهما من المتنبئين العزيزين على قلوب الخس و القرنبيط.
مع العلم بأن المدعوّة  طلامس  قد تنبأت مرات عدّة باغتيالات عدّة ، و لم يذكرها القرار الاتهامي أو يعد لعا أي عدّة.
طيب خلص ، بيكفي طق حنك . 

لماذا الحرب قادمة ؟ لأسبابٍ عدّة أسرد منها :

١- في الداخل الفلسطيني و في الجولان و على الحدود تكاد إسرآئيل تنهي استعداداتها مع المناورة الخامسة  ترقبًا لحرب على كل الجبهات . 
إن ّ ما أنفق على هذه المناورات يكاد يعادل إنفاق إسرائيل على كل حروبها السابقة في وقت يمر فيه حليفها الأول الممول لكل حروبها بضائقة لا يجد للخروج منها سبيلًا .
كل هذا الانفاق والاستعداد ليس مجرد هواية بل هو استعداد لمستقبل ما . و بالمناسبة ، المناورات السيئة الذكر مناورات هجومية بامتياز و لا يظنن أحد أن إسرائيل إنما تقوم بذلك تحصينًا لجبهتها الداخلية فقط. القرار المتخذ لدى وزارة الحرب الإسرائيلية يقوم على مبدأ استحالة التصدي لصواريخ الأعداء و السبب الرئيسي لذلك كون كلفة الصواريخ الدفاعية سترهق الخزينة و تترك القدرات الهجومية ضعيفة .   إسرائيل لا زالت تعتمد في عقيدتها القتالية على الهجوم . و الهجوم شمالًا سيكون.


٢-  فلنسأل أنفسنا عن سر ما يجري في سوريا . لست أعني هنا المظاهرات الاحتجاجية بل الحراك التخريبي المسلّح. 
إن كان الغرب و أتباعه في مجلس التعامل الخليجي الموسّع يرغبون فعلًا بإسقاط النظام السوري لما حركوا جماعاتهم الوهابية الغبية. لأن هذه الجماعات إنما تشوّش على الحراك الشعبي السلمي و تجرّده من أي هدف نبيل يحمله لتدخله في خانة التخريب . هذه الجماعات الوهابية المتخلفة إنما جعلت جزءًا كبيرًا من الشعب السوري يلتف حول قيادته لأنه رأى فيها خلاصًا ما من الفكر الظلامي . من موّل و سلّح و درّب الوهابيين إنما كان يقصد مقصدًا آخر. 

استفزاز الجيش السوري للتحرّك ! استفزاز هدفه الأول معلوماتي . استطلاع قدرات الجيش السوري من حيث الثبات و القيادة و الانتشار و التمركز و الاستجابة لأوامر القيادة و سبل انتقال الأوامر إلخ . كنز معلوماتي لجيش قلما خرج من ثكناته. بنك معلومات كبير عن القطع و المراكز و المخازن وما إلى هنالك. 
أوليس هذا استعداد لحرب وشيكة، أو محتملة على الأقل، لن تشمل لبنان فقط بل ستضم سوريا أيضًا و ربما إيران. 


٣-  دخول تركيا المفاجئ و السريع على خط الأزمة السورية إنما يشي بدور جديد لتركيا "العثمانية" .
بعد سقوط النظام المصري من الجيب الأميركي ترنح الدور "السني" السعودي المصري الموعود . هنا لاحت لتركيا فرصة العمر . ملء الفراغ الذي يزعج أميركا في مواجهة إيران. قرر الأتراك دخول اللعبة لأن الكعكة الموعودة بالغة الدسم. عقدت الصفقة و بدأ الانتقال . أميركا قررت الاعتماد على ما تسميه الاسلام المعتدل متمثلًا بالإخوان و برعاية تركية . الغباء السعودي القطري لم يدرك بعد عملية سحب البساط .










أقول أن تركيا اندفعت لملء الفراغ لأنها أدركت قرب المواجهة، قرب الحرب . لا بد من تقاسم الكعكة . هكذا أملت مصالحها عليها و هكذا انقادت خلف الأطماع العثمانية من جديد . لن تدخل تركيا الحرب و لكنها على الأقل تحضر شارعها لموقف الحياد . (السير على الحبل إنما يتضمن خطر السقوط).


٤-  أما في لبنان ... هاهاهاهاااااااااااا
كلكم تعرفون القرار الاتهامي الذي نشرته "دير شبيغل" منذ سنتين . 
هو قرار قديم إنما كان ينتظر اللحظة السياسية المناسبة لكي يصدر !
أربعة أسماء على علاقة بحزب الله (بعضهم في الحقيقة من أهم القيادات العسكرية المقاومة في الحزب) .
مصطفى بدر الدين مثلًا، مقاوم من طراز الشهيد مغنية! 

أما توقيت القرار فبرأيي مرتبط ارتباطًا مباشرًا بالتحضير للحرب الاسرائيلية القادمة. هذا القرار إنما سيسعى لتحضير أرضية لبنانية مشتعلة، تؤدي إلى تراجع شعبية المقاومة لبنانيًا و عالميًا تمهيدًا للانقضاض عليها و تصفية مشروعها و رموزها و للأبد (بالمنطق الاسرائيلي طبعًا). 
الخطوة التالية الآن موكلة لجماعة الحريري . الانقضاض على الحكومة ووضعها موضع اتهام يؤدي لعقوبات ما، تساهم في تراجع شعبية التيار المقاوم . 
عندما يحصل ذلك ، و قد حدد موعده السيد السنيورة نهار غد الثلثاء ، عندما يحصل ذلك إبدأوا العد العكسي لاندلاع الحرب . 

حرب يدّعي كل أطرافها أنها ستكون الأخيرة ! 
يمكن الأخيرة كون صنّاعها سيواجهون شرّ هزيمة، لأنني إن كنت أنا أعلم بها، فلا بد و أن المقاومة قد ملأت جعبتها بالمفاجئات الدسمة . 
بابا نويل مع عمامة ، هه هه !


28‏/6‏/2011

حمْلة دعم لا تدعم !


 
بعد رفض مرجعيات (بل رجعيات) دينية في لبنان لمشروع قانون حماية المرأة من العنف الأسري،                                بحجة تعارض القانون مع الشريعة ، طالعتني على الفايسبوك حملة افتراضية لدعم حق المرأة في تطبيق هكذا قانون .

تقتضي الحملة إضافة إسم عائلة الأم على الإسم الثلاثي لكل شخص على الفايسبوك !

للوهلة الأولى قد يبدو الأمر لطيفًا ظريفًا و يساهم في دعم مشروع القانون المعني ... و لكن .
يفوت مطلقو و داعمو الحملة الافتراضية أنهم و بذلك إنما يغذون ثقافة خفية تقوم على التمييز و التفرقة،
و لو عن غير قصد أو دراية

الإعلان عن الانتماء لعائلة الأم فضلًا عن الأب لا يفيد بشيء سوى إلصاق انتماء إضافي لكل شخص معني ... عشيرة إضافية فقط لا غير ! بماذا يفيد ذلك المرأة التي تتعرض للعنف ... هل اسم عائلتها سيحميها ؟ لا يفيدها بشيء طبعًا بل يضفي على المسألة بعدًا أعمق تمييزًا ... بين رجل و امرأة ... بين ذكر و أنثى !

في سعينا لتحقيق العدالة و المساواة بين الرجل و المرأة نقع دائمًا في خطأ قاتل مميت ... خطأ فرز المجتمع إلى فئتين : فئة الرجال و فئة النسوة ! هذا فرز مهين للمجتمع بأكمله لأنه إنما يدل على قصورٍ في فهم معني العدالة .
تمامًا كالقول بأن المرأة نصف المجتمع ! عبقرية فعلًا هالجملة ! المرأة نصف المجتمع . و كأن المجتمع الحي يمكن تجزئته !
الرجل و المرأة كل المجتمع ، والمجتمع المنقسم بين الاثنين مجتمع مريض مصيره الموت

نحن الذين ندّعي أننا علمانيون تقدميون إصلاحيون وحدويون إنما نمارس التجزئة ببرائة محزنة . عواطف مش عقل !
نقع في الخطيئة إذ نواجه رجال الدين بوسائلهم الجاهلية ذاتها . كيف يجوز ذلك يا جماعة ؟
عوضًا عن التفريق بين الجنسين سعيًا لإحقاق الحق ، يجب اتباع الطريق الذي يدرك أن المجتمع لا يُقسّم،
بين رجل و امرأة أو طائفة و أخرى أو دين و آخر أو لون و غيره و لا حتى بين شباب و كهول و عجزة .
الحال واحد للجميع و لا يجوز الانطلاق من الجزء في إصلاح الكل .

قانون حماية المرأة من العنف الأسري إنما يجب أن يكون "قانون حماية الإنسان من العنف الأسري" و هو بطبيعة الحال سيعالج مشاكل المرأة الخاصة في هذا المجتمع الأبوي  ولكن الحال يبقى أن هذا المجتمع الأبوي المريض هو الذي يتنازل و يمنحنا هكذا قانون

المجتمع الأبوي المريض لا يواجه بالمزيد من الانقسام ، فهذا الانقسام إنما يفيده و هو يقتات منه ...
هو متجذر في تربيتنا لدرجة أننا لا نستطيع حتى التفكير خارج قواعده المطلقة ... لا بد من الانتباه لذلك و كسر هذه القواعد عبر الانطلاق من نقيضها : المجتمع كائن حي واحد لا يجزأ ...
واعذروا وقاحتي .

25‏/6‏/2011

بيضة القباني !

أولًا و قبل أن أكتب أي كلمة، أرجو ألا يتهمنى أحد بعدم احترام رجال الدين ! إه طز !

يحظى بالاحترام من يتصرف باحترام وفق الموقع الذي يشغله ، أما رجل الدين الذي يمارس بغير دينه فلا يستحق أي احترام ! 



 
ها أنا لن أحترم نفسي و لن أحترم صاحب العمامة الملطخة بالمال الفاسد و الدم السياسي .


هذه المرة أتحفنا مفتي جمهورية الموز و القرنبيط بموقف و لا أروع . لقد أدهش من فقد متعة الدهشة منذ زمن . 
نطق القباني فقال إن قانون حماية المرأة من العنف الأسري صناعة مخابراتية و اتهم القانون بالخروج عن الشرع الإسلامي !

أنا اليوم سأسمح لنفسي بالادعاء بأنني أفقه في الدين و الله أكثر مما يستطيع عقل القباني  وكل قبابينه جمعه .
إذا سقط هذا القانون في المجلس التشريعي ، فإن حكمة الحياة تقول بأن صاحب السماجة سيدفع ذنب كل امرأة تضرب في جمهورية الموز و القرنبيط ... سيولد القباني في هيئة بيضة قبان أو ربما بهيئة سجادة قذرة ملقية على شرفة ذات صيف ، 
تضرب و تضرب حتى تهترئ !هاه ، ما أروع هذا العقاب و ما أجمل قانون الكارما !
رأفة باسمك يا أستاذ إخرس . و شكرًا !

أما أنا ، و لبذائتي فقد أضرب على قفاي و لكن لا بأس فقفاي سدادة !
روعة.

29‏/5‏/2011

الديكتاتور الخفيّ !

شاهدت مرغمًا تقريرًا مصورًا يتحدث عن تضامن أهل أطفال مصريين مع الاستاذ الذي ضرب أولادهم بعنف ... قالوا إن هذه وسيلة تربية فقط و إن بعضم كان موجودًا لحظة الضرب و إن العنف وقع بموافقتهم !

القاضي قرر الإفراج عن "المربي"  (اللي بدو مين يربيه) ! الفيديو التالي شاهد على عملية الضرب ، و لا أنصح بمشاهدته :




 الضرب كوسيلة تربية شائع جدًا ، ليس في مصر فقط، بل على امتداد عالمنا العربي كله . ليس هذا بجديد .
صدمتي كانت في دفاع الأهل عنه. و كأن موافقتهم على  هذا الاسلوب المرعب تبرر حصوله . 
إن كنا سنسجن الاستاذ فلربما نفكر بشنق الأهل . (قرار القاضي كان بالتبرئة). تواطؤ في هذه الحالة، بين الأهل و المربي و القضاء.
من يدافع عن الأطفال ؟ لا أحد ؟ لن يدافع عنهم أحد سواء في ظل نظام ديكتاتوري أو غيره .
طبق هذا الاسلوب في التربية على أي مجتمع على وجه الأرض ، تنتج أجيالًا و أجيالًا تمارس العنف بسهولة استنشاقها الهواء.
أوَتستغربون عنف الأنظمة المفرط ؟ و كأن قوى الأمن استوردت من سويسرا مثلًا ؟ 
هؤلاء الذين يطلقون النار علينا كل يوم في الشوارع إنما تربّوا في كنف مؤسساتنا التربوية الراقية! على أيدي أساتذة فطاحل ! 
لي ذكريات في الموضوع لم  و لن تزول من ذاكرتي ( فيكتوريا بعدني بكره دين ربك ) !

إن كنتم تعتقدون بحياة وردية بعد سقوط الديكتاتور، أقول فكروا مجددًا . ماذا عن الديكتاتور القابع في عقولنا . في تفكيرنا ؟
كيف نتخطى قرونًا من التربية على الخوف و العنف ؟ (مش رح نسأل الأتراك أكيد).

قال غاندي الرائع : "كن التغيير الذي تريده في العالم" .
و قال القرآن : "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" .
good Luck 













 

28‏/5‏/2011

فرخ المعلومات عوّام !



عرف تاريخنا اللبناني الحديث بطة سمينة اقتاتت من دمائنا إذ راحت تغذينا بالسلاح حتى أتى اليوم الذي استولت فيه على المدينة و من ثم الوطن بكامله ! لبست البطة لبوس المنقذ و تسللت إلى أموالنا و إعلامنا و عقولنا .

للبطة هذه فرخ عوّام تتلمذ في بحيرات والده الصحراوية و تمرس في فن الاستيلاء على ما ليس له !
و للفرخ العوّام سيئ الذكر هذا عدة فراخ لعل أكثرها شهرة ً... فرخ المعلومات !


فراخ المعلومات أمام وزارة الاتصالات
  فرخ المعلومات هو أيضًا ... عوّام . آخر عوماته إستيلاؤه على وزارة الاتصالات و منع وزيرها من دخولها ! نعم ، بكل بساطة ! 

سيد الفرخ ، الفرخ الأشرف أبدًا رفض الأوامر السياسية العليا بفك الحصار عن الوزارة . الوزير المسؤول اعتكف و الرئيس الموزة اعتكف بالصمت . الشفاعة في أنه صَمْتٌ بليغ ربما ... يعني و تييييييت !

النكتة إنو في شمال البحيرة ، رفعت مدينة من الفراخ صور الفرخة المتمردة و احتفلت بالإنجاز . نعم . دعاة العبور إلى الدولة احتفلوا بالعبور ... فوقها . مش مستغرب أبدًا طالما القائد فرخ عوام !

أقسم لكم ، نتيجة معرفتي العميقة بالبقر الحلوب و الُأسُود و الفراخ ، أن أحدًا لن يحاسب أحد ... لأننا نعيش عصر البط الكبير ! 
في عصر البط ، كل بطة و ريشاتها . 

 للتنويه فقط، نذكّر ببطة متفرعنة ، نتف ريشها نتفًا فظيعًا ...
المطلوب مجزرة نتف بط و إلا .... تصبحون على طاووس . العمى !


24‏/5‏/2011

أزمة القيم في الحدث السوري.


 مع بداية الاحداث في سوريا وبعد بضعة أيام من المراقبة قررت متأثرًا بعوامل عدة التضامن مع الأسد (مراجعة التدوين السابق) .
مضى على ذلك أسابيع مضنية لم أتوقف فيها عن المراقبة و التفاعل مع كم هائل من المعلومات قد يعجز دماغي المتواضع عن تحليلها أو حتى التأكد من صحتها و صدقها !
أعرف فقط أنني كنت دومًا أخضع موقفي لمجموعة قيم مكتسبة أعتقد بصحتها و صواب اتجاهها.
تحملوني قليلًا إن أطلت.
يمكن لي أن أختصر سلم القيم هذا بكلمة واحدة : فلسطين ! المصيبة أن كل المعضلة تكمن في هذه الكلمة. كيف ؟ ما هي فلسطين هذه ؟
فلسطين قيمة إنسانية بل هي قبلة القيم. إذ نقاتل من أجلها لا نقاتل من أجل قطعة من الأرض أو دين و إيمان غيبي . إننا نقاتل لأننا حمّلناها قيم الحرية و العدالة و المساواة و حق الاختيار و كل الخير و الجمال . نقاتل لأننا نؤمن بالتنوع في الأمة الواحدة ، بالاتحاد من أجل الإنسان ! قد تبدو هذه كلمات كبيرة و رنانة حد الاصطناع و لكنها تحمل فعلًا جوهرنا البشري. بهذا المعنى ليست فلسطين قضيتنا وحدنا بل قضية كل من التصق بإنسانيته ، و هي تحمل روح الأمة ليس لأنها جزء جغرافي منها بل لأنها تحمل قيمها . هذه القيم إن ماتت أو تغيرت ، ماتت فلسطين . هذا على الأقل إيماني العلمي .

إه و شو يعني ؟ لشو عم بتفلسف على الله تبعكن ؟
ببساطة ، أود لو تشاركوني التفكير في المعضلة لأن في المشاركة توزيع للحمل الثقيل .
إن كانت هذه قيمنا الحية، و إن كنا نستلهم منها مواقفنا و تفكيرنا، و إن كنا نعمل عبرها لتحقيق النصر الموعود (ليس بتحرير الأرض فحسب بل بتحرير التفكير)، كيف ندعم نظام الأسد أو نتضامن معه ؟
الرئيس الأسد اعترف بنفسه أن الأمن السوري ارتكب مجموعة من الأخطاء (ربما التوصيف الأدق هو جرائم). لم يعد من المقبول غض الطرف عن العنف الفائق الذي تمارسه قوى الأمن في سوريا و هو عنف لا يخدم النظام أبدًا . (الأرقام تشير إلى ما يقارب الألف شهيد)!
طيب عظيم .
إن أسقطنا هذه القيم على موقفنا مما يحدث في سوريا، نجد للوهلة الأولى أنه من السهل جدًا إتخاذ موقف واضح و شديد الصلابة! يجب إسقاط النظام كخطوة أولى نحو تحقيق هذه القيم و استعادة فلسطين في نهاية المطاف.
هذا الموقف المبدئي لمن يعارض هذا النظام باعتدال أو شدة أو نعومة...

... ولكن .

إن قاربنا المسألة من زاوية أخرى قد نجد أنفسنا في الموقع ذاته. كيف ؟
إن معارضي النظام ، أو معظمهم، يرفضون الاعتراف بوجود جماعات مسلحة (يبدو أنها صاحبة فكر تكفيري) تنشط منذ بداية الأحداث ! هم يتجاهلون سقوط أكثر من ٣٠٠ شهيد من الجيش السوري ، سقطوا بالرصاص و ليس بالياسمين ( و يبدو أن عدد الجرحى مخيف) ! هم يتجاهلون الدور السعودي البارز في تحريك هذه المجموعات . يسمونها بالبعبع . أي أنهم يسقطون عليها صفة الخيال ! هذا طبعًا اجتزاء للواقع .
معارضو النظام ، أو قل معظمهم ، اختاروا تجاهل انقضاض ما يسمى بالمجتمع الدولي (فلنسمه أميريكا اختصاراً)على الرئيس في محاولة ابتزاز واضحة. “نفذ ما نريد و إلا فسنسقطك" ...
ماذا يريد الأميركيون بالتحديد ؟ إختصارًا أيضًا نقول : “أمن إسرائيل فوق كل اعتبار" ...هذا بالطبع تبسيط و لكنه يختصر الموقف ...
برأيي يسقط من يتجاهل هذه المعطيات في فخ انهيار القيم أيضًا ! لأن هذه الطريق حتمًا لا تذهب إلى فلسطين، كون القوى المتورطة فيها كمجلس التعاون الخليجي و أميريكا هي قوى معادية ، أو على الأقل غير صديقة . بمعنـى أن مشروعها و رؤيتها للمنطقة نقيض مشروعنا التحريري التحرري .
طب شو يعني ؟ دوامة من العنف لا تنتهي و خسارة لبوصلة الأخلاق الأساسية و القيم الجاذبة ؟
نعم ، نحن تمامًا في هذا الموقف ! إن وقفنا ضد النظام سقطنا و إن وقفنا معه سقطنا أكثر !

لقد تابعت عن قرب نقاشات السوريين على الصفحات الافتراضية . ما قرأته لا يبشر بأي خير و لا يبني إلا لمستقبل أسود.
تخوين و تخوين مضاد. شوفينية و مثلها مضادة . لا حوار بل تبادل شتائم . كلٌ ينطلق من زاوية أحادية الرؤية و يجتزئ الواقع!
طبعًا ليس ما يجري بسيطًا و المأساة كبرى و لكن حقيقة الأمر أن الانطلاق من عاطفة في بناء الحكم إنما ينتج ديكتاتورية أخرى بديلة ... لا بد من التروي ! والله !
تعو ناخذ نفس طويل رغمًا عن أنف القتل . هل من مخرج ؟

رأيي أن الحل ممكن ، ولكنه يحتاج حتمًا لتنازلات جذرية من النظام (هي ليست بتنازلات بل بحق طبيعي للسورريين) ، و لنية في الحوار من معارضيه (أولئك الذين في الشارع و في البيوت) . رغم القتل نعم و للأسف !
بالآخر نحنا بدنا ناكل عنب .
و لكي نأكل العنب لا بد من ناطور ... و الناطور يقف مع المعارضة في مطالبها الإصلاحية وضدها في مقاربتها لموضوع الحوار.
هو يقف ضد النظام في عنفه و أحاديته وطريقة حكمه المتخلفة و معه في سياسته تجاه إسرائيل و أميريكا !
الناطور يضغط من أجل الإصلاح (هو في الحقيقة تغيير جذري) و يساعد في تحقيقه عبر الحوار.
والناطور هذا هو من يتمكن من المحافظة على سلم القيم آنفة الذكر و يفعل عبرها ... بوصلته فلسطين و قبلته دمشق .
الناطور يساعد الأسد ضد نظامه . باختصار ووضوح.
هو ذاق طعم قمع النظام و هو حاز على ثقته أيضًا !
ليس هذا كلامًا في الفراغ و هنالك من هو مؤهل للعب هذا الدور ... لكنه حتى الآن مستقيل !




22‏/5‏/2011

من تونس للأخ فارس سعيد !



في تونس العاصمة.

ركبت سيارة أجرة متجهًا من شارع بورقيبة إلى سيدي بوسعيد.

رحلة تستغرق حوالي عشرين دقيقة.

لحظة الإنطلاق و بعد السلام سأل السائق : " الأخ سوري" . أجبت : " من بيروت تحديدًا" !

ثم دار الحوار التالي :

السائق : آه لبنان، نحن في تونس نحبكم .

أنا : و نحن نبادلكم الشعور، و لكن ما سر حبكم لنا؟

س : لأنكم تمثلون ما نطمح أن نكون .

أ: كيف ذلك ؟

س : لأنكم شجعان ... و عرب بحق ؟

أ : نحن عرب ؟

س : لأنكم قاتلتم و تقاتلون إسرائيل بشجاعة، لأنكم وقفتم في وجهها ببسالة و علمتمونا أن الحياة بطولة و إيمان و تحد ٍ .

أ : لم أكن أعرف أننا فعلنا كل هذا !

س : أقسم لك . لقد تابعنا حرب تموز بشغف و فرحنا لفرحكم و حزنا لحزنكم و شعرنا معكم بطعم النصر لأول مرة في حياتنا .

أ : و لكننا نحن اختلفنا على تعريف النصر !

س : (متجاهلًا تعليقي) أرجوك بلغ لبنان محبتي و قبل جبين الشيخ حسن نصرالله .

أ : إن قابلت السيد بلغته سلامك . قسمًا .

أخذني السائق بين ذراعيه و قبلني بصدق و قال "نحن إخوة" ، ثم رفض تقاضى أجرة الطريق !

ترجلت من السيارة و راقبته يبتعد و تمنيت للمرة الأولى في حياتي لو كان فارس سعيد برفقتي ! إه و الله !

ثم مضيت في تونس الحرة و في قلبي فرح ...

27‏/4‏/2011

لهذا أختار الأسد (تابع)، عين على سوريا و عين على تركيا


قلت بأني سأراقب تركيا ... فعين على سوريا و عين عليها .
حصلت على بعض ما يؤكد مخاوفي السابقة . ليس بالصدفة هذه المرة و إنما بسعي خاص .
ما سأقوله دقيق ، و مؤكد :
منذ أسبوعين تماًما، التقى السيد أردوغان ، بدعوة منه، فعاليات مسيحية سورية .
أحد هذه المرجعيات الروحية الكبرى (أعرف الإسم و الموقع ولكن أتحفظ لأسباب بديهية) تروي كيف عرض أردوغان عليها أراض و أديرة تاريخية ملك للمسيحيين السوريين داخل الأراضي التركية معلنًا استعداد تركيا لتسليمها لأصحابها إذا ما قرروا الهروب من سوريا وهجرتها !

قد يبدو هذا كرم أخلاق كبير من السيد أردوغان و رأفة بمسيحيي الشرق الذين راحت الأخطار تحدق بهم . عظيم إذًا، إسمعوا التالي :
منذ خمسة أيام بالتمام و الكمال، قامت السفيرة الأميركية في لبنان السيدة كونيللي بزيارة لأحد أديرة لبنان الكبرى في الجنوب
(أعرف الموقع و الإسم و لكن أتحفظ) . هدف الزيارة ؟ إستطلاع مدى استعداد الأديرة في لبنان لاستقبال المسيحيين الهاربين من سوريا !

مرة أخرى تقاطع أميركي تركي في ما يخص سوريا .
تذكرت هنا خريطة رأيتها منذ سنوات مع ظهور مشروع الشرق الأوسط الجديد ، يقسم فيه الشرق لدويلات طائفية مذهبية.
مسيحيو الشرق خارجه ، و سنته على الساحل و الشيعة إلى العراق و العلويون إلى حدود اسكندرون إلخ إلخ ...

هل من يتردد اليوم في المواجهة ؟ أو ربما الهجرة ؟ حسب ...
على كل حال ، تابعوني ، فأنا لن أسكت ... آللهم إلا إذا ما عاجلني سيف ما أنتم أدرى به!

22‏/4‏/2011

لهذا أختار الأسد



منذ أشهر و أنا أراقب بعجب كبير خبرًا راح يتردد كل أسبوع أو اثنين ! يقول الخبر أن السلطات التركية أوقفت طائرة شحن في طريقها من إيران إلى سوريا و فتشتها بحثًا عن سلاح مهرب !

قرأت هذا الخبر مرات عدة ، إذ أوقفت تركيا عدة طائرات شحن إيرانية. كان يمكن لذلك أن يتم بعيدًا عن عيون الإعلام و لكن السلطات التركية المعنية دأبت على التصريح عنه ! إنتظرت ردًا سوريًا أو إيرانيًا لم يأت .

ما هي هذه الرسالة التركية الموجهة من تركيا "الجديدة" إلى سوريا و إيران ... و بالطبع إسرائيل ؟ لماذا توقف تركيا شحنات أسلحة محتملة إلى المقاومة في ظل عدائها المستجد لإسرائيل ؟ اللهم إلا إذا كان هذا العداء مجرد تمويه!

لم يجد عقلي أي إجابة قاطعة مقنعة و لكنه قرر وضع تركيا موضع شك ... و مضت الأيام ...

اشتعلت ثورات و سقطت أنظمة و عاندت أخرى ثم اشتعل الوضع في سوريا ...

بدا لي من المنطقي أن تنتقل كرة النار لتدحرج كل الديكتاتوريات العربية عاجلًا أم آجلًا ... استبشرت خيرًا بالطبع ، فسوريا هي الجوهر ...

و لكن تفاؤلي استحال قلقًٍا شديدًا و بسرعة ! كيف ؟ لماذا ؟

لأن القرضاوي اللعين نطق بعين الفتنة ... دعا الأخ العظيم الطائفة السنية في سوريا للثورة على النظام العلوي و من على شاشة الجزيرة . و من يفقه في المنطق شيئًا يعلم أن القرضاوي لا ينطق بما لا ترتضيه الأسرة الحاكمة في قطر .

في اللحظة الملتهبة نفسها ظهر مرشد الإخوان المسلمين السوريين في تركيا ليهاجم النظام السوري ... أف ... استنفر ذلك كل أجهزتي العصبية ... ما الذي يجري ... الخلجان و الأتراك يسلكون الدرب نفسه ؟

رحت أراقب أبواق الخليج لأيام : العربية و الجزيرة تزوران الأمور بشكل فاضح ! (لا داعي لأذكر كيف تجاهلت هذه الأبواق مجازر البحرين) ...

كل شيء بات يشير إلى ترتيبات ما إقليمية و بلا شك أميركية تهدف لزعزعة استقرار سوريا بغية ابتزاز ما !

في الوقت نفسه ظهرت جماعات سلفية مسلحة عاثت في الأرض فسادًا ... ( و أسقطت إمكانية قيام ثورة راشدة في سوريا).

ثم راحت تقارير ضبط كميات من الأسلحة على طول الحدود اللبنانية و العراقية تتوالى... هنالك من يدعم الداخل من الخارج .

و من يفقه في المنطق شيئًا يعلم تمام العلم أن المجموعات التي تحركت في لبنان إنما تتحرك بخيوط سعودية !


لم أعد أحتاج شيئًا لأدرك حقيقة ما يجري ، و لكن قطبة مخفية ما كانت تنقص هذا القميص ...

و هكذا سمعت ما سمعت اليوم نتيجة تواجدي بحكم الصدفة في مكان يعج بالمعلومات الآتية من دمشق :

منذ أكثر من شهر حضر إلى دمشق وفد سري خليجي تركي برئاسة المبجل جاسم بن حمد و ما أدراك ما جاسم .

حمل الوفد السري مطالبًا ثلالث طرحها على الأسد :


أولًا : إعتراف رسمي من الأسد بالتخلي عن كيليكيا و اسكندرون نهائيًا !

تعجب الرئيس الأسد لهذا الطلب ، فالموضوع بالنسبة لسوريا أمر واقع يفرض نفسه و لا داعي لفتح هذه الجراح ... أوضح الأسد استحالة تلبية هذا الطلب ..


ثانيًا : إنهاء الوضع القائم في الجولان و لو لمصلحة إسرائيل ... أجاب الأسد بسرد تاريخي مفصل لواقع المفاوضات حول الجولان المحتل و طبعًا رفض الأمر من أساسه .


ثالثًا : فك التحالف مع إيران ووقف مد المقاومة في لبنان بالسلاح ! تعرفون الجواب .


هذه أمور كلها قديمة و موقف سوريا منها معروف ... المستجد المستغرب هو موضوع اسكندرون و كيليكيا ... ربما لا زالت تركيا هي نفسها !

على أي حال و لمن يحتاج دليلًا على إدارة أميركا لهذه المسألة فليسأل الدكتور فيلتمان عن غرفة العمليات التي أنشئت في مدينة هامبورغ و على رأسها أربعة أشخاص سوريون و لبنانيون ( نتحفظ على الأسماء) !


هكذا أجد نفسي اليوم أتضامن مع ذاتي إذ أقف إلى جانب الأسد ... فسوريا دومًا هي الجوهر و منها طريق فلسطين .

أقف إلى جانب الأسد لأن الإصلاح من غيره يعني الفوضى و الاقتتال و الله ينجينا من عبد الوهاب و تلاميذه !


سؤالي اليوم ، ماذا تفعل تركيا ؟ ماذا تريد ؟

أميل إلى الاعتقاد أن تركيا قررت أن دخول الاتحاد الأوروبي يتم عبر دور لها تلعبه في الشرق العربي و القضية الفلسطينية.

لذلك سعت تركيا إلى توتير العلاقة مع إسرائيل بشكل مدروس و قيد السيطرة علها بذلك تكسب ثقة الشعوب العربية حتى تأتي اللحظة المناسبة لابتزاز الأنظمة . طبعًا لتركيا علاقات اقتصادية ضخمة مع سوريا و لذلك فهي ستبقي الابتزاز ضمن المعقول و لن تضر بعلاقاتها مع دمشق بشكل كبير ، و لكنها ستضغط حيث يكون الضغط مثمرًا ... الخارجية التركية اعتذرت عن تصريحات مرشد الإخوان و سعت للحد من الخسائر إذ يبدو أن الرد السوري كان قاسيًا !

بالنسبة لي اليوم ، إن أردت أن أراقب سوريا راقبت تركيا ...

و النصر دومًا للعقل المتفلت من ... الإعلام . إحذروا التقليد !

17‏/5‏/2010

من يوميات طبيب نفسي!


في موعد عاجل ذهبت أزور الطبيب النفسي بحثًا عن مخرج من كآبتي التى تأصلت فأضحت أصيلة !
لست هنا بمعرض مناقشة حالتي النفسية فهي على الأرجح أسخف من أن تناقش أو أن تأخذ عضلة من عضلات عقولكم و هي بالطبع لا تساوي شيئًا إذا ما قورنت بالمصيبة الأصلية و المصائب التي منها تتفرع، في بلادنا أو بلاد الاغتراب.

في معرض حديثه سألني الطبيب الذي إلى حينه كنت الاستماع إليه استطيب، سألني إذا ما زلت أبحث عن شقة. أجبت بالإيجاب فتبرع بإطلاعي على تجربة لم أطلب الإطلاع عليها أصلًا!

قال الطبيب : “ منذ عشر سنوات اشتريت و زوجتي شقة في بيروت بقيمة ١٧٠ ألف دورلار. منذ يومين باع جاري شقته الملاصقة لشقتي ب ٧٥٠ ألف دولار. بس لأعطيك فكرة لوين رايحين ! “ أضاف ليضيف على كآبتي كآبة ! زاد من إحباطي المتصل أصلًا بمدينة أراها تركض و تركض دون أن أجد إلى اللحاق بها سبيلًا ... المدينة تتغير، قلت محاولًا تغيير الموضوع.
لكن للأطباء عامة إصرار موصوف، و طبيبي فيه بطل معروف... تابع حديثه:

“لي صديق استاذ اقتصاد قام و فريقه ببحث حول التوزيع الجغرافي لسكان بيروت بعد ٥٠ عامًا . النتائج مرعبة" . سكت و نظر في عيني منتظرًا مني تعقيبًا ما. امتنعت خوفًا على صحتي العقلية آملًا أن يعفيني طبيبي من معاناة قادمة ، و أنا القادم إليه أصلًا طمعًا في الخلاص من معاناة سابقة! لم يكترث و أصر على تبليغي بنتائج الدراسة العزيزة على قلبه و قلب صديقه، أكمل مقطبًا حاجبيه : “الدراسة تقول أن التوزيع السكاني في بيروت سيكون على النحو التالي :

١ وسط المدينة و الصيفي سيسكنه عرب معظمهم سعوديون(قلت في سري و ابن سعد الحريري في بيت الوسط).
٢ باقي بيروت سيسكنها إما أوروبيون أو لبنانيون يعملون خارج لبنان.
٣ أنا وأنت و من مثلنا سنسكن بالطبع خارج المدينة " ...

انتظر الطبيب رد فعلي على ما سمعت فابتسمت و قلت بسخرية : بطمنك أنا و أنت سنكون تحت سابع تراب بعد خمسين سنة!
قال و لكن أولادنا سيعانون !

العمى غريب أمره هذا الطبيب . أيحاول أن يدفعني للانتحار داخل مكتبه مثلًا أم أنها تجربة ما يقوم بها على أعصابي التالفة؟

أضاف : “ إسمع لقد قلت لصديقي بأن أولادى من بعدي سيملكون بيتي و عيادتي و لا خوف عليهم، فطمأنني بأنهم لن يقوواعلى دفع ضرائب هذه الشقق و سيضطرون لبيعها لمن هو أقدر منهم على الدفع ، إلا إذا هاجروا للعمل في الخليج" !
في هذه الأثناء أنهى الطبيب تحرير وصفته الطبية صافحني بحرارة و راح يستعد للقضاء على مريض آخر!

و بينما أنا في طريقي للخروج دخلت من بعدي سيدة ستسكن حتمًا في وسط المدينة هي و أولادها و أحفادها من بعدها حتى آبد الآبدين. آمين يا رب .

في السيارة العالقة في الزحمة الجنونية ، كان يجب أن أقرر. هل أتوجه إلى البيت في بيروت أم إلى البيت في الجبل .
إلى الجبل ، و باختياري و ليس بفعل تمييز سكاني اقتصادي حاصل و قادم.
اليوم في الجبل و غدًا في بيروت نكاية بسياسات آل الحريري و رب الحريري .

و تصبحون على بيروت!