9‏/8‏/2011

أكلة لحوم البشر !


 
اجتاحت صفحاتي الافتراضية على مدى الأيام الماضية ، دعوات للتضامن مع الجياع في الصومال و عموم أفريقيا.
هنالك من دعا للتبرع ببضعة دولارات و هنالك من دعا للضغط على الدول للتدخل و هنالك من اكتفى بالدعم المعنوي (يا ريتو بيتاكل ، تمامًا متل القرنبيط) …

إن معظم المتضامنين الذين يسمون أنفسهم بالناشطين المدنيين إنما يثيرون فيّ القرف و الاشمئزاز !
هاكم اتهامي المباشر لهم، و بلا أي مواربة أو نية للاحترام، إما بالكذب أو الجهل أو التغابي … و الحالات الثلاث تتساوى في النتيجة : القتل ! نعم القتل ، و لكن عن غير عمد و عقوبته عادة ما تكون السجن لفترات طويلة !
كيف ذلك و لماذا هذا العنف الكلامي ؟

أن بعض الاطلاع البسيط جدًا على أوضاع العالم ، عبر الوسائل المتاحة ، و لا أعني هنا الميديا المدارة أميركيًا ، بعض الاطلاع يوضح أن أسباب المجاعة في أفريقيا إنما تكمن في النقص الحاد في الحبوب اللازمة لإطعام الملايين !
في السنوات الماضية راح إنتاج الحبوب في العالم يستخدم في ازدياد مضطرد لإطعام … الدواب ! لإنتاج اللحوم على نطاق صناعي !
لقد تم القضاء على مساحات شاسعة من الأمازون لتغطية الطلب على الحبوب ! و قطع الأشجار مستمر في كل لحظة . الأرض المعرّاة تستخدم لزراعة الحبوب على أنواعها و الصويا بالأخص ! إسمعو التالي :
٨٥ بالمئة من هذا الانتاج يذهب لصناعة إنتاج اللحوم ، الحمراء و البيضاء !
كل كلغ من اللحم الأحمر يستهلك لإنتاجه ١٣ ألف ليتر من الماء العذب !
قطع غابات الأمازون يؤدي بشكل مباشر لذوبان الجليد القطبي اللذي سيختفي مع العام ٢٠٣٠
 و المذهل أن الأمازون راحت تنتج ثاني أوكسيد الكربون عوضًا عن امتصاصه !

كل هذا من النتائج المباشرة لصناعة إنتاج اللحوم على نطاق صناعي …
نعم … سبب المجاعة في كل مكان على هذا الكوكب البائس هو السياسات الانتاجية المتوحشة .
قرأت بحثًا مطولًا يوضح أن توفير الحبوب للجياع إنما يتطلب أن يتخلى ٢٠ بالمئة من سكان الأرض عن وجبتي إلى ثلاث وجبات لحم أسبوعيًا … خفض الاستهلاك فقط لا إيقافه !
٢٠ بالمئة هم الذين يستطيعون دفع كلفة اللحم ... فقط ٢٠ بالمئة !

لذا، إن كنتم لا تأبهون فعلًا  بالأجيال الآتية بعدكم فلا بأس … كلّ  يختار ما يريد .
و إن كنتم لا تأبهون حقًا بالآخرين من البشر الأقل حظًا فلا بأس أيضًا …  و لكن لا تدّعوا أن قلوبكم تتألم لما يحصل لجياع أفريقيا فيما تجلسون لتتناولوا وجبة شهية من اللحم .
إن كنتم تجهلون ، فأنتم الآن تعلمون، أنكم إنما تأكلون من لحم الأفارقة ، أو قل عظامهم العارية من أي لحم !
 
أكلة لحوم بشر !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق