9‏/12‏/2011

أنا والسيد حسن والجلجلة




من يظن أن المقاومة تسقط بسقوط السلاح إنما هو بسيط العقل والمعرفة !

المقاومة لدينا، ثقافة تراكمت عبر القرون لا يمكن تغييرها لمجرد أن فلانًا يرتجي ذلك . 

عندما كان الساحل الفينيقي يحترق أمام الاسكندر لم يكن أحد قد سمع بالحسن و الحسين مش هيك ؟ لكن مفهوم التضحية كان منتشرًا و مقدرًا . نعرف ذلك إذ نقرأ في أساطيرنا مش هيك ؟ 
يسوع ابن الناصرة خير دليل على نقاء و فعالية هذه الثقافة . تخيل ، كان المسيح حسينيًا قبل ولادة الحسين !

في العصر الحديث تناقلت راية المقاومة تنظيمات عدة وصولًا إلى حزب الله . لا يهمني اليوم من يرفع الراية و أي عقيدة تديرها ، ما أعرفه أن هذه المقاومة بنت هذه الثقافة ... و بالتالي أنا ابنها و لست آبه إن كانت قومية أو شيوعية أو إسلامية ، هي بالنسبة لي ، من صنع شعبي ،  و مخزوني الثقافي المادي الروحي ، قل المدرحي، هو الذي يستدعيني إليها . مع العلم بأنني لست مسلمًا على الأقل وفقًا للمفهوم السائد .

لهذا لا أستطيع أن أنظر إلى السيد حسن كرجل دين وحسب ، فهو أيضًا ، مثلي ، إبن هذا التراكم الهائل في التجربة . الدفاع عنه دفاع عن هويتي الثقافية. على الأقل هذا ما أتصرف على أساسه أنا "العلماني" حتى النخاع الشوكي .
يعني بالمختصر ، لا يمكن إزالتي (أو إزالة السيد) لا بالنقد أو التشويه أو الكذب الالكتروني ، لا يمكن حتى إزالتي بالقتل ، فنحن، أنا والسيد ، فكرة حية لا تموت . وفي متلنا ملايين و لكلٍ منهم درب جلجلة مختار .

هذا لا يمنع أن تجربوا حظكم معنا ...