لم أشاهد فيلم
HELP اللبناني بعد و يبدو أن حظوظي في مشاهدته قد طارت مع قرار الأمن العام اللبناني (القندهاري) بمنعه .
لا زلت لا أعرف قيمة الفيلم الفنية أو الفكرية أو الاجتماعية بعد، و لكن قرار المنع استثار كل وصلاتي العصبية من الأخمص إلى الدماغ
و جعل عقلي يتناطح و بعض الأسئلة التي لا بد لي من طرحها .
أطرحها على الأمن العام (لم يعد عامًا أبدًا بل تدخل في حياتى الخاصة جدًا) و على الوزير المستجد بارود (لم يعد مستجدًا بل صار متمرساً في زواريب التنازل ) و على الموسسات الدينية في لبنان (الحاكم الفعلي المتحكم بالرقاب و الأرزاق و أبواب الجنة) !
أستصرخ الأمن العام الإجابة عما يلي :
هل نحن في دكتاتورية ؟ لأن الأمن عندما "يعم كثيرًا" يلامس الديكتاتورية .
من نصّب ذاك الرقيب رقيبًا على أخلاقي ؟ من اعتبر أنه أفضل مستوًى مني و أكثر وعيًا و اعمق رؤيا ؟ هل لنا أن نختبر مستواه ؟
الديكتاتور يعرف مصلحة الشعب أكثر من الشعب ، و هكذا يحكم باسمه و لخيره ! أليس كذلك ؟
و الوزير الأب المحامي خالد بن زياد بن بارود الداخلي :
هل تسربت إليك أخيرًا أمراض الوزارة و السياسة و ألاعيبها ؟
هل بعدما سمحت لنا (و لا شكر على واجب) بشطب المذهب عن الهوية أصبحت مضطرًا للتنازل أمام المؤسسة الدينية ؟ ( و أعني هنا بالذات رقيب الظل المبجل الحنيف الفنان الأول
المركز الكاثوليكي للإعلام )
وهل يحق لجهاز أمنك العام أن يصادر صلاحياتك بسحب رخصة عرض فيلم ؟ أم أنك مستعد للتنازل عن بعضها لصالح جهاز ديني ( و كل دين غباء عندما يفرض فرضًا) ، كي لا تتسبب لنفسك بدخول الجحيم ؟
أم هو مجرد تأجيل للجحيم الذي قد تلاقيه من مطارنة و بطاركة و شيوخ طالت لحاهم حتى فاضت ؟
بالأمس يا أب زياد ، تدخلت لرد الرقيب عن منع فيلم
"سمعان بالضيعة" ، هلا تدخلت من جديد أم أن الوضع هذه المرة أكثر تعقيدًا ؟ مارس الشجاعة اليوم يا أب زياد فهي صفة دائمة و ليست بفعل مؤقت !
مارسها و إلا إرض بلقبك الجديد : الأب الديكتاتور .
أما المؤسسة الدينية فعندي لها أسئلة بحجم درب اللبانة و أكبر بدأت مع لحظة ولادتي في عالم الطوائف الأسمى (و لكنني سأختصر) :
يا أب فلان و شيخ فلاني ، كيف لله أن يجعل منكما رقيبين على أنفاسي و أنفاس إخوتي العباد ؟
هل يحبكما أكثر مني ؟ لا أصدق ذلك ، عفوًا يعني !
هل لا زلتما تعتقدان أن في هذا العالم مكان لسلطة الله على الأرض ؟ (ما عدا قندهار و مصر و جيبوتي )
كيف تريدان مني أن أسمع لكما و أنتما سبب كل عذاباتي تحت أغصان الأرزة التي على العلم ؟ (ليتها كانت قرنبيطة لاستطعت على الأقل أن أسد بها جوعًا )
أوليس التكفير بسهل ؟ أولم تسمعا عن التكفير و الهجرة أو التفكير بالهجرة ؟ (لكما أن تختارا أحدهما و تختفيان من حياتي ) خيي كفرونا و فلو عنا
أوليس من الأفضل لكما العمل داخل معابدكا و أن تبتعدا عن عالمنا المعربد ، و إن أتيناكما بعد ذنب تغفران ؟
لا جواب عندكما طبعًا لأن اللاهوت و الشريعة حكر على المؤمنين و نحن رواد كفر . لذا دعكما من الجواب و استمعا لنصيحة أخ لكما في الإيمان :
ضبو الشنطة اليوم أفضل . لأنو وصلت عالآخر . أف .