12‏/3‏/2009

عن الأمن و الوزير و المؤسسة الدينية !

لم أشاهد فيلم HELP اللبناني بعد و يبدو أن حظوظي في مشاهدته قد طارت مع قرار الأمن العام اللبناني (القندهاري) بمنعه .
لا زلت لا أعرف قيمة الفيلم الفنية أو الفكرية أو الاجتماعية بعد، و لكن قرار المنع استثار كل وصلاتي العصبية من الأخمص إلى الدماغ
و جعل عقلي يتناطح و بعض الأسئلة التي لا بد لي من طرحها .
أطرحها على الأمن العام (لم يعد عامًا أبدًا بل تدخل في حياتى الخاصة جدًا) و على الوزير المستجد بارود (لم يعد مستجدًا بل صار متمرساً في زواريب التنازل ) و على الموسسات الدينية في لبنان (الحاكم الفعلي المتحكم بالرقاب و الأرزاق و أبواب الجنة) !

أستصرخ الأمن العام الإجابة عما يلي :
هل نحن في دكتاتورية ؟ لأن الأمن عندما "يعم كثيرًا" يلامس الديكتاتورية .
من نصّب ذاك الرقيب رقيبًا على أخلاقي ؟ من اعتبر أنه أفضل مستوًى مني و أكثر وعيًا و اعمق رؤيا ؟ هل لنا أن نختبر مستواه ؟
الديكتاتور يعرف مصلحة الشعب أكثر من الشعب ، و هكذا يحكم باسمه و لخيره ! أليس كذلك ؟

و الوزير الأب المحامي خالد بن زياد بن بارود الداخلي :
هل تسربت إليك أخيرًا أمراض الوزارة و السياسة و ألاعيبها ؟
هل بعدما سمحت لنا (و لا شكر على واجب) بشطب المذهب عن الهوية أصبحت مضطرًا للتنازل أمام المؤسسة الدينية ؟ ( و أعني هنا بالذات رقيب الظل المبجل الحنيف الفنان الأول المركز الكاثوليكي للإعلام )
وهل يحق لجهاز أمنك العام أن يصادر صلاحياتك بسحب رخصة عرض فيلم ؟ أم أنك مستعد للتنازل عن بعضها لصالح جهاز ديني ( و كل دين غباء عندما يفرض فرضًا) ، كي لا تتسبب لنفسك بدخول الجحيم ؟
أم هو مجرد تأجيل للجحيم الذي قد تلاقيه من مطارنة و بطاركة و شيوخ طالت لحاهم حتى فاضت ؟
بالأمس يا أب زياد ، تدخلت لرد الرقيب عن منع فيلم "سمعان بالضيعة" ، هلا تدخلت من جديد أم أن الوضع هذه المرة أكثر تعقيدًا ؟ مارس الشجاعة اليوم يا أب زياد فهي صفة دائمة و ليست بفعل مؤقت !
مارسها و إلا إرض بلقبك الجديد : الأب الديكتاتور .

أما المؤسسة الدينية فعندي لها أسئلة بحجم درب اللبانة و أكبر بدأت مع لحظة ولادتي في عالم الطوائف الأسمى (و لكنني سأختصر) :
يا أب فلان و شيخ فلاني ، كيف لله أن يجعل منكما رقيبين على أنفاسي و أنفاس إخوتي العباد ؟
هل يحبكما أكثر مني ؟ لا أصدق ذلك ، عفوًا يعني !
هل لا زلتما تعتقدان أن في هذا العالم مكان لسلطة الله على الأرض ؟ (ما عدا قندهار و مصر و جيبوتي )
كيف تريدان مني أن أسمع لكما و أنتما سبب كل عذاباتي تحت أغصان الأرزة التي على العلم ؟ (ليتها كانت قرنبيطة لاستطعت على الأقل أن أسد بها جوعًا )
أوليس التكفير بسهل ؟ أولم تسمعا عن التكفير و الهجرة أو التفكير بالهجرة ؟ (لكما أن تختارا أحدهما و تختفيان من حياتي ) خيي كفرونا و فلو عنا
أوليس من الأفضل لكما العمل داخل معابدكا و أن تبتعدا عن عالمنا المعربد ، و إن أتيناكما بعد ذنب تغفران ؟
لا جواب عندكما طبعًا لأن اللاهوت و الشريعة حكر على المؤمنين و نحن رواد كفر . لذا دعكما من الجواب و استمعا لنصيحة أخ لكما في الإيمان :
ضبو الشنطة اليوم أفضل . لأنو وصلت عالآخر . أف .

هناك تعليق واحد:

  1. يعطيك الف الف عافية عهالكلام
    من اول حرف لااخر حرف انا قريت ..
    وبأيدك بأكترية يلي قلتو بس في جزء بسيط ما عندي الجرأة اني قول اني بوافق عليه .. يمكن انا جبان بس عالقليلة بعترف .
    صار بدنا اعادة نظر بكل شي اسمو انسانية وخلق وتقاليد ويا ريت عندي الجرأة قول ديانات بس ما عندي الجرأة
    مش الفيلم هو القصة .. القصة اعمق من هيك بكتير .. قصة عالم متناقض كل التناقض متناحر كل التناحر .. ما النا غير نقول يا رب نورنا وخلينا نعرف نميز الصح من الغلط
    لانو بصراحة مش معروف الصح من الغلط بهالعالم والحق عمين ومع مين
    الحرية والحرية ثم الحرية

    ردحذف