4‏/9‏/2011

فتنة ألشين أبو أصبع



بالأمس، دخل فلان محل ثياب شعبي في فرن الشباك في بيروت .
(ملاحظة مهمة لمجريات القصة : فرن الشباك منطقة مسيحية و مالك المحل شيعي. عادي بس إنو ما بينخلطو هاو ).
على كل حال فإن فلان لاحظ في زاوية من زوايا المحل كمية ألاشين إم إصبع (جمع ألشين أبو أصبع ) متكدسة وسط الحر الخانق ! رائحة كاوتشوك ثقيلة تعبق في المكان ! (إنو سعر الألشين ألفين ليرة حسب ما سمعت) .
توجه فلان لتفحص الألاشين . هناك وجد بضعة منها تحمل رسومًا … دينية . يعني شوية كنايس و صلبان و هيك .
صنع في الدانمارك تقول العلامة التجارية . فورًا استبعد فلان نظرية المؤامرة و توجه إلى المشرف على المكان منبهًا من خطورة الوضع ناصحًا بإزالة الألاشين المسكينة . و هذا ما حصل بعد اعتذار المشرف عن خطأ ناتج عن عدم تفحص الألاشين فردًا فردًا و فردة فردة قبل عرضها (يقصد رميها) للبيع .
ابتاع فلان ألشين أبو أصبع يحمل زهرة حمراء و خرج يكمل حياته الساكنة حدّ الملل !

هذه رواية … يقابلها أخرى :

بالأمس، دخل فلان محل ثياب شعبي في فرن الشباك في بيروت .
توجه إلى زاوية الألاشين إم الأصبع و رأى ما رأى !
لهول الصدمة بذل فلان كبير الجهد ليتمالك نفسه . تنفس بعمق و تناول هاتفه الخلوي و صوّر الألاشين بدقة محترف .
لم يعترض أحد فهو ربما يريد أن يبعث بصورة ألشين ما لحبيبة ما تعبيرًا عن عشق ما أو تهديد.
خرج فلان مسرعًا و امتطى سيارته (كاد أن يدهس تيتا لطيفة) ووصل في لمحة بصر إلى مبني ال أم تي في !
و الأم تي في ، لمن لا يعرف ، هي محطة تلفزيونية لبنانية راقية محترمة ملتزمة بخير المجتمع ، و لأنها كذلك سارعت المحطة إلي استخدام صور الألاشين المسكينة في برنامج حواري يبث بثًا حيًا . لم تكتف المحطة بذلك بل جعلت تستقبل الاتصالات المستنكرة .

ما هي إلا دقائق حتى تجمهر المؤمنون الأتقياء أمام المحل المشؤوم صاحب الألاشين و أقفلوه .
رفعوا صلبانًا خشبية و هاجموا السنة و الشيعة و دافعوا عن مسيحيي الشرق المستهدفين هذه المرة … بضربة ألشين ماحقة !
و إحقاقًا للحق ختموا المحل بالصليب الأحمر ، كيف لا و هو شيعي متطفل على المنطقة.
الشعارات التي رفعوها دلت على انتمائهم السياسي … حزرو مين ؟ برافو !

يعني على كل حال ، تدخل الجيش بسرعة و أمّن المنطقة و ضَمَن السلم الأهلي ! يا عيب الشوم .

يا عيب الشوم على الاستاذ فلان ، الذي اختار السيناريو الكارثي .
يا عيب الشوم على المحطة الرائعة فائقة المسؤولية .
يا عيب الشوم على الإيمان الفاحش و الذكي .
و ياعيب الشوم على الدانمارك التي لا تترك فرصة لا تهين فيها الأديان و الرسل و الأنبياء . أحرقوها . أحرقوا السفارة مرة أخرى … شكلها مش زابطة بلا حريق . حْرقوا البلد خيي .
و أكيد أكيد يا عيب الشوم عليي ، عم إكتب عن … ألشين أبو الأصبع !

بصراحة ، نحن على شفير مذبحة إن كان الألشين يحتمل كل هذا التأويل . حقد يريد أن يعبر عن نفسه .
أدعو لحرب أهلية … بالألاشين !



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق