28‏/1‏/2009

دائرة الحلم ...



كيف فتحت القاهرة هويتي على الإختبار لا تسأل ...
كيف اعادت انتمائي إلى حيث الإنتماء،
كيف أتتني من حيث لا أدري و أعملت شخصها في شخصي، فشخّصتني في مرضي و شخّصتها في شفائي،
كيف قلبت عالمي إلى أصله، و الأصل توقّد ، و الوقود من نفسي، و النفس من المسقط ،
كيف مرّ النيل ذات ليلٍ من تحتي ، و من تحتي ذات ليلٍ مرّ الزمن ، فاستفقت على حلم ،
و الحلم من شخصي ، و شخصي انتمائي ،
فهل أذهب إلى غير نفسي ؟

عمّا تراني أبحث خارج الحلم ؟
أخارج الحلم أبحث عن قرشٍ أسود، أرصفه جنبًا إلى جنب مع إخوة له في السواد، يومًا بعد يوم ،
من اليوم حتى آخر يوم، عند إعلان الشيخوخة الأخير ؟
ثم أمضي أثقب القرش تلو الآخر ، و يومًا بعد آخر، في آخِر تنازل عن آخِر يوم ٍ من آخر عمر ؟

لن أحيا خارج الحلم...
و خارج الحلم لن أمضي يومًا آخر ...
و يوم آخر لن يمضي من عمري محسوبًا عبثاً علي ،
لأن " الدروب الذاهبة إلى لا شيء " ، دروب مزدحمة ،
و مدني تطلب الذهابَ حيث لم يذهب أحد ، ومدني تطلب رسم الأثر .

بيروت ،
إفتحي دائرة الحلم ،
إلى دائرة الحلم ،
سأعود ...

25‏/1‏/2009

قال أوباما !

وقف أوباما أمام الملايين في واشنطن ليعلن

في هذا اليوم التاريخي، أقسم أمامكم جميعًا و أمام الله العادل
و أمام عائلات الضحايا الذين سقطوا بسبب جشعنا و عنفنا

أمام شعوب الأرض الفقيرة أجمع،
أمام أشلاء الأطفال و دموع أمهاتهم في الشرق ، أقسم أن لا رجعة إلى هذا الماضي المظلم

منذ اليوم ننطلق معًا نحو عالم أفضل ، رحب ٍ عادل ٍ ، لا مكان فيه لحروب الدين و النفط
حيث لا يقتل الأخ أخاه و حيث المحبة شرع أعلى

أقف أمامكم اليوم لأعلن غدًا أفضل .
لأعتذر منكم جميعًا أيها المتحلقين حول شاشاتكم مفعمين بالأمل ، لأعتذر عن أمسنا البغيض

أعتذر للكوريتين حيث باسم محاربة الشيوعية أرقنا دماء الآلاف
أعتذر للأطفال الذين اشتعلت أجسادهم الندية في جحيم فييتنام . للذين أذبنا لحمهم حتى العظم

أعتذر للتاريخ الأسود في هيروشيما . في ناكازاكي . للمدن التي أخفيناها في ومضة نار و سحاب
. لمن ماتوا و من نجوا . لمن تشهد أجسادهم و أجساد أحفادهم على فعلنا الأحمق

و الرعشة تملأ شراييني أعتذر للطفلة التي استيقظت ذات صبح في ليبيا على موت . لفقراء الصومال . للقارة السوداء أجمع

للذين نهبناهم حتى الفناء باسم أمننا و رخائنا و مصالحنا، للذين تجاهلنا إنسانيتهم يومًا بعد يوم حتى فقدنا قدسية الروح

أعتذر للملايين المشردين حول العالم بفعل جهلنا و باسم ربنا.
لأولئك الملتفين بكوفية و في يدهم زهرة و بندقية و في أضلعهم طفل يحتضر

أعتذر لأننا لم نفهم . لم نحاول أن نفهم. عذرًا فلسطين يا آخر حرية في ضميرنا

أما بابل المسبية فأجثو في حضرتها لأعتذر، لأننا كذبنا و كذبنا حتى صدقنا أنفسنا و اندفعنا نحو القتل بلا خجل .
لأننا في أبو غريب فقدنا اتصالنا بالذات . بالمستقبل .

إخوتي في العراق اعذرونا و اقبلوا منا فعل الندم و وعد البناء

هذا بعض من فيض يا أحبة . و إن ننسى لا ننسى المرميين من غير وجه وجسد في معتقلاتنا السرية و العلنية .

لا ننسى الجياع حول العالم . لا ننسى كل من تألم بسببنا ، من بكى أمًا أو أبًا أو أختًا . كل من لملم بعد انتقامنا أطفاله أشلاء

كل من نصبنا على حياته ديكتاتوريات لا تفنى ، من جعلنا من ماضيهم سراب و من مستقبلهم وهم .

أعتذر ألف مرة عن كل رصاصة صنعنا و عن كل قرش جنينا من مصانع الخراب


إنني اليوم أقسم أن أمتنا لن تعود كما كانت بالأمس . إنني أقسم أمامكم أن أقف نفسي على العدالة و المساواة و المحبة
أن أستخدم قوتنا و رفاهنا في سبيل الجمال المطلق حتى لو تخلينا عن بعض الخاص لخدمة العام . لخدمة الإنسانية .

تواضعي يا أميركا كي لا يكون الفناء و اقبلي مني خالص الندم و اجعلي من ...... فالذي كان ....... السماء من .........

..... ..... ......جئت ..... ........ كما ......

راحت كلماته تتقطع و تخفت رويدًا و تختفي وسط ضجيج مزعج غريب .
فتحت عيني على منبه مجنون يقفز على الطاولة إلى جانب السرير .

أف . ليتني لم أستيقظ أبدًا . جررت جسدي بالقوة نحو المطبخ ، صنعت لنفسي بعض القهوة
و فتحت جريدة الأمس على ...... ما لم يقله السيد المبجل أوباما

الحقيقة مرة نعم . قلت لنفسي . و جعلت أعدها لقتال طويل آت ٍ

حتى النصر أو الشهادة

أليس هذا ما تقوله فلسطين

إلى الأمام فالآتي ليس حلمًا

1‏/1‏/2009

دولة البلاطجة !


البلطجي تعبير مصري يصف الشخص الذي يتخذ من الاحتيال المدعوم بالعضلات مهنةً
ولعل التعبير الموازي له باللبنانية هو أزعر الحي أو الزقاق أو المحلّة أو عضو تيار المستقبل

البلطجي يجني عيشه من السرقة و الاحتيال و فرض الأتاوات و قهر الأضعف جسديًا و هو له في الزنازين ذكريات عدّة

البلطجي قد يعمل لدى تاجر مخدرات كحارس و أداة ترهيب و هو يمتاز بقوة جسديّة ٍ ضخمة ، قد لا يوازيها قوة في عالم الحيوان إلا الخرتيت ، مع الاعتذار من الحيوان

البلطجي في عرف الدولة، خارج عن القانون و خطر على سلامة المجتمع و أمنه
هذا في دول لها قانون ترعاه مؤسسات و تنظم عمله ، في دول تحاول الاقتراب من العدالة

أما في مصر ، فالوضع قد يختلف جذريًا

دولة القانون هنا هي دولة الطوارئ ! و للطوارئ باع ٌ طويل ٌ في البلطجة . البلطجة هنا مباركة

آخر ما تفتقت عنه دولة الحسني (المبارك و ليس البورظان) هو تنظيم خاص بالبلطجي يعمل لحساب الدولة

لعلها محاولة للحد من البطالة و تخفيف الضغط عن السجون

لقد تمخّض عقل النظام النيّر عن فكرة تعرّي الشجر من أي حراك و تضع عشرة عصافير في اليد

عند أي تظاهر و تعبير ، تجد مجموعات "البلاطجة " تجتاح الشارع المصري و تفرض نظامها الخاص

ترافق قوات البلاطجة بلباسها المدني قوات الأمن المصري في كل مهامها الشريفة
و في تكتيك فذ ّ يظهر البلاطجة في ومضة من خلف قوى الأمن و ينقضون على المتظاهرين بعنف مبهر

في لحظات يتحول الشارع إلى ساحة معركة تميل كفتها بوضوح لصالح البلاطجة ذوي الخبرة و التجربة

مع كل ضربة يسددها و تبلطح من يتلقاها بالأرض ، ينظر البلطجي في وجه ضابط الأمن ليتأكد من تلقيه لأجره الموعود
يخفي الابتسامة باحتراف و يكفهر لينقض على ضحية جديدة . هي شريعة الغاب و في الغاب يأكل البلاطجة لحم الأسود

تمضي دقائق تمتلئ فيها عربات الأمن ( وهي سجون محملة على عجلات ست ّ ) بضحايا البلطجة

على طول الشارع لن تعرف البلطجي من المواطن إلا عندما ينقض ّ عليك فجأة و يشفي حقده المزمن
فيما أنت عالق في براثن آخر يسوقك مرغمًا إلى العربة و العربة تسوقك إلى السجن
و السجن إلى المستشفى، هذا إن كنت من أصحاب الحظ الفائق


هذا في تعريف البلاطجة . أما دولتهم فقد قامت على أنقاض أم الدنيا و هي دولة فريدة تستمد وحيها من الموز و جمهوريّاته

هي الحضارة الجديدة التي بعد دولة المماليك العظمى، تسعى بشدة لاسترجاع مجد ٍ مضىى عبر التوسع إلى دول أخرى

نجد في الأردن بلاطجة بدو الملك ، و في السعودية بلاطجة الأمر بالمعروف و في لبنان بلاطجة فرع المعلومات ألخ


و لكي نترك للمستقبل شعلة أمل، فقط تخيّلوا لو انقض البلاطجة فجأةً على اسرائيل في حركة مباغتة

هذا طبعًا وا أسفاه ، خيال مستحيل لأن البلاطجة لا يواجهون إلا الأضعف

دولة البلاطجة يا إخوان لا تسقط إلا بالقوة

المجد للقوة