1‏/1‏/2009

دولة البلاطجة !


البلطجي تعبير مصري يصف الشخص الذي يتخذ من الاحتيال المدعوم بالعضلات مهنةً
ولعل التعبير الموازي له باللبنانية هو أزعر الحي أو الزقاق أو المحلّة أو عضو تيار المستقبل

البلطجي يجني عيشه من السرقة و الاحتيال و فرض الأتاوات و قهر الأضعف جسديًا و هو له في الزنازين ذكريات عدّة

البلطجي قد يعمل لدى تاجر مخدرات كحارس و أداة ترهيب و هو يمتاز بقوة جسديّة ٍ ضخمة ، قد لا يوازيها قوة في عالم الحيوان إلا الخرتيت ، مع الاعتذار من الحيوان

البلطجي في عرف الدولة، خارج عن القانون و خطر على سلامة المجتمع و أمنه
هذا في دول لها قانون ترعاه مؤسسات و تنظم عمله ، في دول تحاول الاقتراب من العدالة

أما في مصر ، فالوضع قد يختلف جذريًا

دولة القانون هنا هي دولة الطوارئ ! و للطوارئ باع ٌ طويل ٌ في البلطجة . البلطجة هنا مباركة

آخر ما تفتقت عنه دولة الحسني (المبارك و ليس البورظان) هو تنظيم خاص بالبلطجي يعمل لحساب الدولة

لعلها محاولة للحد من البطالة و تخفيف الضغط عن السجون

لقد تمخّض عقل النظام النيّر عن فكرة تعرّي الشجر من أي حراك و تضع عشرة عصافير في اليد

عند أي تظاهر و تعبير ، تجد مجموعات "البلاطجة " تجتاح الشارع المصري و تفرض نظامها الخاص

ترافق قوات البلاطجة بلباسها المدني قوات الأمن المصري في كل مهامها الشريفة
و في تكتيك فذ ّ يظهر البلاطجة في ومضة من خلف قوى الأمن و ينقضون على المتظاهرين بعنف مبهر

في لحظات يتحول الشارع إلى ساحة معركة تميل كفتها بوضوح لصالح البلاطجة ذوي الخبرة و التجربة

مع كل ضربة يسددها و تبلطح من يتلقاها بالأرض ، ينظر البلطجي في وجه ضابط الأمن ليتأكد من تلقيه لأجره الموعود
يخفي الابتسامة باحتراف و يكفهر لينقض على ضحية جديدة . هي شريعة الغاب و في الغاب يأكل البلاطجة لحم الأسود

تمضي دقائق تمتلئ فيها عربات الأمن ( وهي سجون محملة على عجلات ست ّ ) بضحايا البلطجة

على طول الشارع لن تعرف البلطجي من المواطن إلا عندما ينقض ّ عليك فجأة و يشفي حقده المزمن
فيما أنت عالق في براثن آخر يسوقك مرغمًا إلى العربة و العربة تسوقك إلى السجن
و السجن إلى المستشفى، هذا إن كنت من أصحاب الحظ الفائق


هذا في تعريف البلاطجة . أما دولتهم فقد قامت على أنقاض أم الدنيا و هي دولة فريدة تستمد وحيها من الموز و جمهوريّاته

هي الحضارة الجديدة التي بعد دولة المماليك العظمى، تسعى بشدة لاسترجاع مجد ٍ مضىى عبر التوسع إلى دول أخرى

نجد في الأردن بلاطجة بدو الملك ، و في السعودية بلاطجة الأمر بالمعروف و في لبنان بلاطجة فرع المعلومات ألخ


و لكي نترك للمستقبل شعلة أمل، فقط تخيّلوا لو انقض البلاطجة فجأةً على اسرائيل في حركة مباغتة

هذا طبعًا وا أسفاه ، خيال مستحيل لأن البلاطجة لا يواجهون إلا الأضعف

دولة البلاطجة يا إخوان لا تسقط إلا بالقوة

المجد للقوة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق