3‏/9‏/2011

Paranoia !



من منّا لم يتابع مجريات الأيام الأخيرة في ليبيا ؟
كان الغموض يسود كل شيء و فشلت الفضائيات العربية في نقل أي شي ء مؤكد و زرعت في شاشاتها بعضًا من عواطف مهترئة و كثيرًا من كذب !
رغم الفوضى في المعلومات فهنالك بضعة مؤشرات مقلقة ، منها :

١- في معركة طرابلس بذل الثوار دمًا كثيرًا و استطاعوا منذ الهجوم الأول ، الوصول إلى باب العزيزية . و فجأة توقف الهجوم ! قالت القيادة العسكرية أنها أوقفت الهجوم لكي  لا يسقط للثوار ضحايا في القصف المرتقب من الناتو على مقر القذافي ! ثم مضى يوم كامل و أكثر و لم يحصل فيه أي قصف .بعدها دخل الثوار باب العزيزية و لم يجدوا أحدًا، لا سيف و لا قذافي و لا من يحزنون ! لقد تبخر القائد !
من أوقف الهجوم و هل كان القذافي في الداخل و لأي غرض جرى تهريبه ؟

٢- أذاعت  الفضائيات خبر احتجاز أحد أبناء القذافي في بيته مع أسرته .  لا بل إن محمد القذافي اتصل شخصيًا بقناة العربية ليؤكد خبر احتجازه الذي كان قد أكده أيضًا رئيس المجلس الانتقالي . و فجأة اختفى محمد . فقد الاتصال به و لم يعلّق أحد على الموضوع . يعتقد كثيرون أن محمد القذافي قد دخل الجزائر ، أي أنه انتقل من طرابلس إلى الجزائر متخطيًا الصحراء و رقابة الناتو الجوية و كل نقاط تفتيش الثوار دون أن يلحظه أحد ! رائع والله !
السؤال الذي يطرح نفسه : من أمّن لمحمد هذا الانتقال (السلس) و لأي هدف ؟

٣ – أما بالنسبة لسيف الإسلام القذافي فقد رافقت الإثارة كل خطواته .
أعلن خبر الاعتقال و أكده القاصي و الداني بما فيهم رئيس المجلس الانتقالي . و ظل الخبر يلعلع على الشاشات حتى ظهر سيف فجأة في شوارع طرابلس و قام بزيارة فندق يملكه قبل أن يتوارى .
هل اعتقل سيف قبل أن يتم إنقاذه أو الإفراج عنه لغرض في نفس يعقوب ؟ أو ربما نفس الناتو ؟
هنالك فعلًا  ما يثير أقصى درجات العجب ! العمى !

٤ – تناقلت وسائل الإعلام على مدى اليومين الماضيين ، خبرًا يفيد أن قيادة الثورة وعدت فرنسا ب ٣٥ بالمئة من حقوق النفط الليبي مقابل حصول الثورة على دعم عسكري . أحضرت فرنسا حلف الناتو بأكمله لدعم الثورة !
غير مستبعد أبدًا و لكن ما يهمنا الآن هو المستقبل . إن كانت قيادات الثورة تشتري و تبيع فهنالك الكثير من الامتيازات التي يمكن الحصول عليها في ليبيا .

هنالك ترابط ما بين النقاط الأربع آنفة الذكر .
كعادته و لحماية مصالحه سيحاول الغرب ابتزاز الثورة لكي يحصل على ما يريد من نفط و مواد أولية و استثمارات تزعج الصين في أفريقيا ! لكي يحصل ذلك لا بد من تمديد مهمة الناتو و ربما تعديلها . يجب إذًا تفادي استقرار الوضع حاليًا ووحدها فلول القذافي التي تقاوم قد تضمن ذلك . لماذا نعتقل القذافي إن كنا لا زلنا نحتاجه ؟
لن ينسحب الناتو و قد يحمي القذافي سرًا تمامًا كما فعل في طرابلس . المدهش أن التاريخ الحديث مليء بأمثلة كهذه   و لكننا لا زلنا نمنح الغرب ثقتنا و نملكه قوتنا بأبخس الأثمان .

أمَلي ألا تذهب دماء الليبيين هدرًا ، و لكني شخصيًا لا أثق بقيادتهم و لا بداعميهم ، و قد أستيقظ ذات يوم لأجد أنني لم أعد أثق بنفسي !
 ضربِت ال paranoia !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق