15‏/12‏/2008

من خطف أدونيس ؟



وسط المعمعة التي أريد منها حتمًا إسقاط تاريخ و تتويج عمر الحرقوص بطلًا جديدًا لشارع الحمرا، شغلتني دراسة حديثة للعقل البشري و آليات عمله

الأميغدالا Amygdala جزء من الدماغ البشري موجود في الجهتين اليمنى و اليسرى هو المؤول الأول عن كل المشاعر البشرية

الأميغدالا تقبع في حالة تأهب دائم لمواجهة أي خطر محتمل يصلها عبر الحواس

في حالة كهذه توجه الأميغدالا Amygdala الأوامر لإفراز هورمونات تحث عضلات الجسم على العمل بأقصى طاقة، و تحفز سرعة القلب و ترفع ضغط الدم و تشد عضلات الوجه إلخ،

مما يضع الجسم في حالة استعداد تام للمواجهة و القتال أو الهرب بأقصى سرعة

ليس هذا بجديد في علم الأعصاب . الجديد هو اكتشاف يتعلق بهندسة الدماغ العصبية

في حالات طبيعية ترسل الحواس إشارات إلى التالاموس Thalamus (في منطقة وسط الدماغ تقريبًا) ليوزعها بدوره على النيوكورتكس Neocortex حيث يجري تحليلها و تحويلها إلى أفكار فقرار ففعل

الإكتشاف الذي غير الفهم السائد للدماغ البشري يتعلق بوصلة عصبية مباشرة بين التالاموس Thalamus و الأميغدالا Amygdala ، مما يثبت قدرة الأخيرة على اتخاذ قرار مباشر قبل أن يتسنى للنيوكورتكس Neocortex تحليل المعلومات الواردة ، في ظاهرة تعرف "بالاختطاف العصبي "

في ومضة، تسيطر الأميغدالا Amygdala على كامل الدماغ و بالتالي على أي فعل . ينتج عن ذلك أفعال غير منطقية أقرب تعريف لها في لغتنا يكمن في كلمة الغريزة

في حالات كهذه نرتكب أفعالًا غالبًا ما نندم عليها بعد تفكير و إعمالٍ للعقل. غالبًا ما نقول لم أكن أدرك ما أفعل .

النقطة الأهم لموضوعنا هي أن الأميغدالا Amygdala تظهر نشاطصا بالغًا في حالات الغضب و يثبت فيها اختطافها للدماغ بكل وظائفه التحليلية و التقريرية
(لتفاصيل أوسع مراجعة أعمال Joseph Le Doux جامعة نيويورك )

هذه دراسة أجلستني أيامًا أتأمل أفعالي و أفعال من هم حولي أو أبعد . جعلت أفكر : هل هذا ما حصل لأدونيس و من معه حين هاجموا الحرقوص ؟ هل اختطفتهم هذه اللعنة

و إذا صح ذلك فما الذي جعلهم يرون في عمر الحرقوص (الوضيع أصلًا) خطرًا داهمًا يتهددهم مما أشعل ردات فعل لا زلت أجدها غير منطقية

لي نظرة و تحليل و ربما فهم ما أو قل نظرية تبدأ مع الأميغدالا Amygdala (العزيزة على قلبي و دماغي) و تنتهي ..... في السجن . إن همكم الأمر تابعوا ربما كتابات لاحقة و لا تجزعوا ، إلى أن يفك الله أسر الجميع في السجن الأكبر

دمتم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق