2‏/12‏/2008

إفرح يا الياس أمن لبنان من أمن مصر !!!

كنت أسير في أحد شوارع وسط البلد في القاهرة ، متفحصًا بدقة الرصيف حيث أدوس ، كي لا أسقط في حفرة ضروس
وقع نظري على عنوان صحيفة ملقية تنتظر من يشتريها. بالبنط الأحمر العريض ( و الصحف المصرية تهواه) قرأت : "مبارك للحريري: أمن لبنان من أمن مصر". شكرت الله ألف مرة على ما أنعم علينا به الرّيس. أمن لبنان من أمن مصر يا جماعة، خلّو بالكم
و بما أني أعاني من خيال خصب في أرض جفاف، رأيت جهبوذ اليسار، السيد المختار، الياس يصفق مقطبًا حاجبيه
في مجلس الشعب المصري ! نعم المصري هذه نعمة تستدعي الثبات! فلأمن المصري لا يلين

منذ أسبوع فقط منع إقامة مهرجان السينما المستقلة ، و من أراد التضامن قطعت عنه الكهرباء و ادلهمّ الشارع أمام مسرح روابط ! في آخر الزقاق الأسود رأيت نورًا ساطعًا و كان الياس يصفق بعطاء لا مثيل له إلا في قريطم
قبلها كان الأمن الساهر قد أمسك بصاحب مدونة الكترونية و عذبه حتى التوبة في سجن لا نور فيه إلا نور الياس و ما أدراك ما نور الياس في سجون العالم العربي . هو ملجأ المضطهدين من كل يسار و بعض اليمين. و الياس لمن لا يعرفه يساري قديم لا يهون و لا يلين

أمن لبنان من أمن مصر يا عالمين . هللويا
بالأمس أقفل صحيفة مزعجة و للتعويض افتتح غيرها أربعين و على صفحاتها الأولى، كان الياس أيضًا في لقطة من شارع الحمرا هذه المرة
متضامنًا مع حرية الإعلام متأبطًا ذراع عمر المكسورة و عنقه المفتولة مبتسمًا للكاميرا و للأمن المصري الصديق الذي لا بد له في الحمرا أكثر من صديق

بعض الناس بعين واحدة ترى وتصمت عن مجازر لتستغل حوادث سخيفة
المشكلة عندي أن لالياس عينان و لكنه اختار إقفال إحداها
المشكلة أن خلف الياس يسير يسار شاب و اليسار عادة ما يكون أمل التغيير ، بئسه الآن للأسف ! أي أسف إنها مأساة اليسار حين ينظر باليمين
حين يتحالف مع التطرف و يعادي من مثله في العلمانية رفيق
و لكن لا بأس ما دام أمن لبنان من أمن مصر فالمستقبل جميل
جمييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق