16‏/12‏/2008

من خطف أدونيس ٢ ؟

...
في حالة كحالة أدونيس و من رافقه لحظة الحادثة المشؤومة إيّاها ، يبدو عمل الأميغدالا أكثر تعقيدًا من تفاعل عصبي كيميائي ناتج عن خطر داهم. لا يمكن لي أن أقتنع بأن شخصًا كالحرقوص قد شكل خطرًا ما على وجود أحد

ما الذي جرى إذًا ؟ جعلت أبحث أكثر

عدا عن وظيفتها "الغريزية" ، تشكل الأميغدالا حافظة ً لكل ذاكرة عاطفية . أي انفعال أي حزن أو فرح أو حب أو قلق أو انزعاج إلخ، يسجّل بتفاصيله الدقيقة في خلايا الأميغدالا العظيمة . نظرة أقرب تظهر ارتباط الأميغدالا عبر وصلات عصبية معقدة ، بكل أجزاء الدماغ

الهيبوكامبوس الملاصق تمامًا للأميغدالا و الذي يلعب دورًا ضخمًا في تخزين الذكريات ، يقوم بسرعة فائقة بمقارنة أي حدث (يرده من الحواس عبر النيوكورتكس) بمخزون أحداث سابقة ، مقارنة ً تشبه بدقتها انعكاس الصورة في المرآة

إذا ما اتضح ، عبر المقارنة ، أن الحدث المعني يشكل مصدر قلق ٍ ما ، يشعل ذلك ذكرى عاطفية موازية في الأميغدالا ، فتعلن الاستنفار العام بما يتناسب و حجم القلق و ذلك عبر وصلاتها المتشعبة بمختلف أجزاء الدماغ

حالة الاستنفار العصبية تنتج افرازات كيميائية تتمظهر في تيقظ تام للحواس و استعداد الجسد الفائق للقتال أو الهرب

هذه الهندسة العصبية الدقيقة تثبت أن الغضب (كحالة قلق قصوى) ، لا يولد من حدث معين في لحظة واحدة فحسب، بل من سلسلة متشعبة من الأحداث تؤثر بدقة على تفاعلات الجهاز العصبي البشري

فهم دقيق لحادثة اختطاف الأميغدالا لأدونيس ، يستوجب إذًا مراجعة ً أوسع لما أحاط بالحادث من وقائع و تفاصيل لا ترتبط باللحظة نفسها فحسب، بل تمتد إلى أزمنة سابقة قد تصل بنا إلى الطفولة .... فالسجن

- يتبع -


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق