10‏/12‏/2008

الرحمة يا مسلمين !

الأضحى ليس هدر دماءٍ يقوده جهل بمعنى الله و الحب ، فالله لا يطلب دمًا و لا يستسقي القتل لأن في القتل فعل العنف

الأضحى آن نضحي بخطايانا بمعنى أن نسلمها لله و ندعه يتصرف فهو الأقدر . أن ننساها، أن ننسى أنها وجدت أصلًا

هو تحول قدسي ّ ، ولادة جديدة ، و لا معنى للعيد خارج هذه التضحية .
الله لا يطلب شيئًا و لا يريد لنفسه شيئًا لأنه بعيد عن أي حاجة
كل حكمته موجهة إلينا و هو خارج أي اختبار أو تجربة .
لا يختبرنا و لا يجربنا و لا علاقة له بأي ويل يصيبنا لأن المحبة المطلقة لا تجلب الويل
هو الحقيقة، والحقيقة تعرفنا، تعرف أين نبدأ و أين نذهب و ما الطريق التي عليها سنسير

محبته شاملة لا تتجزأ ، ولا تختار بين الناس ، فالحب لا يميز، وهذه حقيقة من عرف الحب يعرفها
الله يحبنا من غير تمييز، سواء قدمنا تضحية أو لم نقدّم . هو لا يستخدم أي ترهيب أو ترغيب ففي ذلك كذب و تلاعب
نضحي في سبيل النفس إذًا و ليس في سبيل الله لأنه لا يطلب و لا يحتاج . في ذلك إهانة لكل الخلق و معنى المقدّس

في معنًى آخر للعيد ، أجد أساسًا للرحمة المطلقة

إن اعتقدنا أن الله رحمة ، و تعلمنا منه الرحمة التي نطالبه بها ليل نهار ، وجب أن نمارسها و نرحم كل الخلق بشرًا ... و دوابّ
هو يوم للرحمة إذًا يوم الأضحى

نحن اليوم نملك الخيار، و الإرادة هبة مقدّسة
نسقط السكين من اليد و القلب و بيد الله نرحم فلا نسفك دم الأضعف، وفي هذا الخيار فهم عميق لمعنى القوّة
هذه التضحية الأسمى ، أن نختار في لحظة قوّة رهيبة... الرحمة و بإرادتنا المطلقة
عندها فقط نخطو نحو الألوهية التي تنتظرنا في كل فعل

أوقفوا مذبحة الخواريف العاجزة .
الرحمة يا مسلمين ، الرحمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق