في تونس العاصمة.
ركبت سيارة أجرة متجهًا من شارع بورقيبة إلى سيدي بوسعيد.
رحلة تستغرق حوالي عشرين دقيقة.
لحظة الإنطلاق و بعد السلام سأل السائق : " الأخ سوري" . أجبت : " من بيروت تحديدًا" !
ثم دار الحوار التالي :
السائق : آه لبنان، نحن في تونس نحبكم .
أنا : و نحن نبادلكم الشعور، و لكن ما سر حبكم لنا؟
س : لأنكم تمثلون ما نطمح أن نكون .
أ: كيف ذلك ؟
س : لأنكم شجعان ... و عرب بحق ؟
أ : نحن عرب ؟
س : لأنكم قاتلتم و تقاتلون إسرائيل بشجاعة، لأنكم وقفتم في وجهها ببسالة و علمتمونا أن الحياة بطولة و إيمان و تحد ٍ .
أ : لم أكن أعرف أننا فعلنا كل هذا !
س : أقسم لك . لقد تابعنا حرب تموز بشغف و فرحنا لفرحكم و حزنا لحزنكم و شعرنا معكم بطعم النصر لأول مرة في حياتنا .
أ : و لكننا نحن اختلفنا على تعريف النصر !
س : (متجاهلًا تعليقي) أرجوك بلغ لبنان محبتي و قبل جبين الشيخ حسن نصرالله .
أ : إن قابلت السيد بلغته سلامك . قسمًا .
أخذني السائق بين ذراعيه و قبلني بصدق و قال "نحن إخوة" ، ثم رفض تقاضى أجرة الطريق !
ترجلت من السيارة و راقبته يبتعد و تمنيت للمرة الأولى في حياتي لو كان فارس سعيد برفقتي ! إه و الله !
ثم مضيت في تونس الحرة و في قلبي فرح ...
نفس الموقف قد يحدث مع فارس سعيد ولكن مع سائق أجرة صهيوني في تل ابيب
ردحذفأو ربما في الكويت ؟ ! !
ردحذف